الحكم على الصحفي سيدو عمر تراوري بالسجن والغرامة بتهمة “إهانة رئيس دولة أجنبية”

رصدالمغرب / باماكو

أصدرت الوحدة الوطنية لمكافحة الجرائم الإلكترونية في مالي، اليوم الاثنين 14 يوليو 2025، حكما بالسجن لمدة ستة أشهر مع غرامة مالية قدرها مليون فرنك أفريقي، بحق الصحفي المالي سيدو عمر تراوري، المدير التنفيذي لإذاعة “باولي”.

ويأتي هذا الحكم على خلفية نشر تراوري لمقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، اعتبر مسيئا لرئيس دولة أجنبية لم يكشف عن هويته في قرار المحكمة، حيث أُدين تراوري بتهمة “إهانة رئيس دولة أجنبية”، استنادا إلى القوانين المعمول بها في مكافحة الجرائم الإلكترونية والتشهير.

وأثارت القضية جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية والحقوقية، إذ يرى بعض المراقبين أن الحكم قد يشكل سابقة خطيرة تمس حرية التعبير والصحافة في مالي، بينما ترى السلطات أن الخطاب الإلكتروني يجب أن يخضع للضوابط القانونية خاصة حين يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية.

وقد دعت منظمات حقوقية محلية ودولية إلى إعادة النظر في الحكم، مشددة على ضرورة ضمان محاكمة عادلة واحترام حقوق الصحفيين في أداء مهامهم دون تهديد أو رقابة.

ولم تصدر حتى الآن أي تعليقات رسمية من إذاعة “باولي” أو من عائلة تراوري حول نيتهم استئناف الحكم، كما لم تعرف حتى اللحظة تفاصيل دقيقة حول مضمون الفيديو أو الدولة المعنية بالادعاء.

وتعد هذه القضية من أبرز التحديات التي تواجه الصحافة المستقلة في مالي في ظل تزايد القيود على المحتوى الإعلامي الرقمي، وسط دعوات متواصلة لتحديث التشريعات بما يضمن التوازن بين احترام العلاقات الدولية وحرية التعبير.