الفنان “سوليت” يتعرض لاعتداء مروع بالحسيمة والنيران تلتهم جسده

الفنان “سوليت” يتعرض لاعتداء مروع بالحسيمة والنيران تلتهم جسده
رصدالمغرب / عبدالعالي بريك
اهتز شارع الزلاقة بمدينة الحسيمة صباح الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 على وقع حادث مأساوي، بعدما تعرض الفنان الموسيقي المعروف باسم “سوليت”، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، لاعتداء شنيع أقدم خلاله شخص على إضرام النار في جسده في مشهد مؤلم صدم المارة والرأي العام المحلي.
الفنان “سوليت”، الذي يعرف ببساطته وموهبته في العزف والغناء، كان دائم الحضور في الفضاءات العامة ببسمته وروحه المرحة، قبل أن يتحول في لحظات إلى ضحية جريمة وحشية لم يجد من الجاني سوى النار وسيلة لإيذائه.
وقد سارع عدد من المواطنين إلى التدخل في محاولة لإنقاذ حياته، حيث تمكنوا من إخماد ألسنة اللهب التي كانت تلتهم جسده قبل وصول عناصر الوقاية المدنية، ليتم نقله في وضع صحي حرج إلى المستشفى المحلي، ومنه على وجه السرعة إلى المستشفى الجامعي بطنجة قصد تلقي العلاجات الضرورية نظرا لخطورة إصاباته.
ووفق مصادر طبية مطلعة، فإن الفنان “سوليت” يعاني من حروق بليغة من الدرجة الثالثة طالت أجزاء حساسة من جسده، من بينها الوجه والعنق والرأس، حيث تقدر نسبة الحروق بما يقارب ثلث مساحة جسده، وأيضا أكدت ذات المصادر أنه يرقد حاليا في غيبوبة طبية تحت إشراف طاقم مختص في علاج الحروق، وأن وضعه الصحي مستقر نسبيا بعد تدخل الأطباء وإجراء الإسعافات المكثفة.
في خضم هذه المأساة، أصدر عامل إقليم الحسيمة السيد حسن الزيتوني، تعليماته الفورية لتأمين نقل الضحية في ظروف إنسانية ملائمة، عبر سيارة إسعاف مجهزة ومرافقة طبية خاصة لتتبع حالته الصحية عن قرب، في خطوة لاقت إشادة واسعة من ساكنة الإقليم وفعاليات المجتمع المدني، لما عرف عنه من سرعة التجاوب مع الحالات المستعجلة ذات البعد الإنساني.
الشارع الحسيمي لا يزال يعيش على وقع الذهول والأسى بعد هذا الاعتداء الذي طال فنانا كان يمثل الأمل والبهجة رغم إعاقته الجسدية، حيث عبر عدد من النشطاء والفنانين المحليين عن تضامنهم المطلق مع “سوليت”، مطالبين الجهات الأمنية والقضائية بكشف دوافع هذا الفعل الشنيع وضمان العدالة للضحية.
من هو عامل إقليم الحسيمة حسن الزيتوني؟
السيد حسن الزيتوني، الذي عينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس عاملا على إقليم الحسيمة، يعتبر من الكفاءات الإدارية المعروفة بالجدية والإنسانية في التعامل مع قضايا المواطنين، فهو حاصل على دكتوراه في القانون وماستر في القانون العام، وهو خريج المعهد الملكي للإدارة الترابية، بدأ مساره المهني سنة 1993 كقائد بإقليم خريبكة، وتدرج في عدد من المناصب أبرزها رئيس قسم الشؤون الداخلية، ورئيس دائرة بتطوان، ثم كاتب عام لولاية جهة فاس مكناس، قبل أن يتولى منصبه الحالي عقب أحداث حراك الريف.
ويجمع المتتبعون أن الرجل يجسد نموذج المسؤول القريب من المواطنين والمتفاعل مع قضاياهم الإنسانية والاجتماعية.
اليوم يرقد “سوليت” بين الحياة والموت، يصارع الألم بصمت في مستشفى طنجة، بعد أن كان صوته وموسيقاه يزرعان الفرح في قلوب الناس، بحيث هذا الفنان الذي تحدى الإعاقة وعاش بكرامة رغم قسوة الحياة، يستحق منا كل دعم ومساندة، سواء بالدعاء أو بالمبادرات التضامنية لمساعدته على تجاوز محنته.
فالمجتمع الذي يحتفي بفنانيه هو مجتمع يحمي إنسانيته، و“سوليت” ليس مجرد ضحية حادث مؤلم، بل رمز للإنسان البسيط الذي قاوم الألم بالعطاء.
نسأل الله له الشفاء العاجل، وأن يجد في تضامن الناس سندا يعيده إلى الحياة التي أحبها، وإلى النغم الذي كان عنوان وجوده.
إرسال التعليق