برامج استراتيجية جديدة لإعادة هيكلة القطاع السمعي البصري ودعم المشهد الثقافي بالمغرب
برامج استراتيجية جديدة لإعادة هيكلة القطاع السمعي البصري ودعم المشهد الثقافي بالمغرب
رصدالمغرب / عبدالصمد الشرادي
تشهد سنة 2025 دينامية استثنائية في مجالي الإعلام والثقافة بالمغرب، من خلال إطلاق مشاريع استراتيجية تروم إعادة هيكلة القطاع السمعي البصري وتعزيز المشهد الثقافي الوطني، حيث وسط إعادة هيكلة قطاع الإعلام العمومي، تستعد الدولة خلال هذا العام لتنفيذ مجموعة من البرامج الهادفة إلى تقوية قطاعي الصحافة والإعلام، من أبرزها مشروع إعادة هيكلة القطاع العام السمعي البصري.
وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة عن نيتها تحويل أسهمها في شركة “صوريد 2M” إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، في خطوة ترمي إلى توحيد الجهود وخلق مجمع سمعي بصري عمومي حديث وفعال، حيث يأتي هذا التوجه في سياق دراسة استراتيجية أُطلقت سنة 2025 لإعادة تموضع البث العمومي وتحديد مجالات التعاون بين مختلف الفاعلين في الاستثمار والإدارة، بما يضمن تحسين جودة الخدمة العمومية ومواكبة الاستحقاقات الدولية الكبرى التي يستعد المغرب لاستضافتها.
وتواصلت الدولة دعمها للصحافة الوطنية خلال الفترة 2020–2025، بهدف الحفاظ على استدامة المقاولات الإعلامية وضمان استمرار خدمة المعلومة والحفاظ على مناصب الشغل، حيث شمل هذا الدعم أيضا القطاعات المساندة، كالمطابع وشبكات التوزيع والبث الإذاعي، من خلال برامج تمويلية موجهة لدعم صمودها ومواكبة تحولها الهيكلي.
وبينما أصبحت الرباط وجهة جديدة لصناعة الألعاب الإلكترونية في قطاع الترفيه الرقمي، احتضنت العاصمة النسخة الأولى من معرض “موروكو غيمينغ إكسبو” من 2 إلى 6 يوليوز 2025، مستقطبة أكثر من 7000 زائر، حيث يأتي هذا الحدث ضمن مشروع “مدينة الرباط للألعاب”، وهو برنامج هيكلي يهدف إلى جذب الشركات المبتكرة وخلق فرص شغل جديدة للكفاءات المغربية، وتكريس موقع العاصمة كمركز إقليمي للألعاب الإلكترونية في إفريقيا والشرق الأوسط.
وتنفيذا لمشاريع ثقافية كبرى في أفق 2026 على الصعيد الثقافي، يتواصل تنزيل مشاريع الترميم الكبرى والحفاظ على التراث الوطني ضمن الاتفاقيات الموقعة أمام الملك، حيث تشمل هذه المشاريع برنامج إعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز، وترميم موقع سجلماسة الأثري بالريصاني، وتحسين المشهد الحضري للعاصمة، إلى جانب بناء المتحف الوطني للآثار وعلوم الأرض ومركز الرباط للمعارض الذي سيضم مركزا للمؤتمرات وفضاءات للمعارض.
كما تتواصل أعمال ترميم الأسوار التاريخية وإعادة تأهيل مدينتي تازة وتارودانت، مع خطة لافتتاح أكثر من 30 مؤسسة ثقافية جديدة، وإنشاء مكتبة إعلامية بالرباط، ومواصلة دعم الفنون عبر الصندوق الوطني للعمل الثقافي.
وبما أن الرباط أصبحت عاصمة عالمية للكتاب، من المنتظر أن يشهد عام 2026 تنظيم الدورة الحادية والثلاثين للمعرض الدولي للكتاب والنشر، إلى جانب احتفالية “الرباط عاصمة عالمية للكتاب” تحت رعاية منظمة اليونسكو، مما يعزز مكانة المغرب كمنارة ثقافية إقليمية ودولية، حيث تميزت سنة 2025 بمواصلة تنفيذ مشاريع ثقافية كبرى، مثل مدينة الفنون بالصويرة، والمركز الثقافي لفاس، ودار الفنون بأكادير، وبرنامج تأهيل المدينة العتيقة لطنجة، كما شهد العام تقدم أشغال ترميم موقع سجلماسة وتطوير مركز تفسير تراث جبل إيغود، إلى جانب افتتاح أكثر من 45 مؤسسة ثقافية جديدة في مختلف مناطق المملكة.
كما واصلت الحكومة تنفيذ برامج الضمان الاجتماعي للفنانين ودعم المجالات الإبداعية المختلفة، لكل من المسرح والموسيقى إلى الفنون التشكيلية والمهرجانات، بفضل تمويلات الصندوق الوطني للعمل الثقافي، لأن هذه البرامج ساهمت في تنظيم الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للكتاب، وإحداث جوائز ثقافية جديدة، وتجهيز 150 دار سينما عبر ربوع المملكة.
إرسال التعليق