
تصريحات مثيرة لسفير إسرائيل في واشنطن
رصد المغرب / واشنطن
في تصريحات أثارت اهتماما واسعا وفتحت الباب أمام تكهنات متعددة، قال السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، “يحيئل ليتر”، إن “العالم سيشهد مفاجآت ليل الخميس/الجمعة، والتي ستجعل من عملية البيجر تبدو بسيطة بالمقارنة”، في إشارة إلى الضربة الجوية التي شنتها إسرائيل عام 1981 على مفاعل أوزيراك النووي العراقي.
إن تصريح السفير، الذي جاء خلال جلسة مغلقة لمجموعة من الصحفيين والدبلوماسيين في العاصمة الأميركية، لم يتضمن تفاصيل دقيقة حول طبيعة “المفاجآت” المتوقعة، لكنه حمل نبرة تحذيرية واضحة، الأمر الذي دفع العديد من المراقبين لربط التصريح بتطورات إقليمية متسارعة، خصوصا في الملفين الإيراني واللبناني.
ويأتي تصريح “ليتر” في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، لا سيما مع استمرار الغارات الإسرائيلية في سوريا ولبنان، وتكثيف التحركات العسكرية على الحدود الشمالية لإسرائيل، إلى جانب التصريحات المتكررة من مسؤولين إسرائيليين حول “التهديد الوجودي” الذي تمثله قدرات إيران النووية وبرنامج حزب الله الصاروخي.
وأضاف السفير في معرض حديثه: “إسرائيل لن تسمح بإعادة رسم خارطة التوازنات الإقليمية على حساب أمنها القومي”، مضيفا أن ما يتم التحضير له “يعكس تحولا نوعيا في قواعد الاشتباك”.
ورغم أن التصريح لم يتبعه أي توضيح رسمي من وزارة الخارجية الإسرائيلية أو مكتب رئيس الوزراء، إلا أن توقيته وطبيعته أثارا تساؤلات حول ما إذا كان المقصود به إيصال رسالة ردع إلى خصوم إسرائيل، أم تمهيدا لعملية عسكرية مرتقبة.
ويرى خبراء أن هذا النوع من التصريحات قد يندرج في إطار “الغموض الاستراتيجي” الذي تعتمد عليه إسرائيل، لا سيما في الملفات الحساسة المرتبطة بالأمن القومي وعملياتها السرية خارج الحدود.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر تعليق رسمي من واشنطن أو أي عواصم إقليمية أخرى حول التصريح، إلا أن بعض المصادر الدبلوماسية تحدثت عن “استنفار غير معلن” في عدد من السفارات الغربية في الشرق الأوسط تحسبا لأي تطور مفاجئ.
فعملية “أوبرا” أو “عملية البيجر” التي أشار إليها ليتر، نفذت في 7 يونيو 1981، حين أغارت طائرات إسرائيلية على مفاعل أوزيراك النووي العراقي قبل تشغيله، حيث اعتبرت تلك العملية في حينها سابقة في العمل العسكري الوقائي.
وتبقى الأيام القليلة المقبلة حبلى بالتطورات، ويظل الغموض يلف طبيعة “المفاجآت” التي تحدث عنها السفير الإسرائيلي، وبين الترقب الإقليمي والتحليل الاستراتيجي، تبقى الأنظار شاخصة نحو ليلة الخميس/الجمعة، بانتظار ما إذا كانت الكلمات ستترجم إلى أفعال، ومدى اتساع دائرة تأثيرها.
إرسال التعليق