جمعية تدبير مقابر سلا بين الاسم العريض والواقع الضيق

آخر الأخبار

جمعية تدبير مقابر سلا بين الاسم العريض والواقع الضيق

رصدالمغرب / عبدالكبير بلفساحي


جمعية تدبير مقابر سلا بين الاسم العريض والواقع الضيقتقدم “جمعية تدبير مقابر سلا” على أنها نموذج يحتذى في تسيير شؤون المقابر وصيانة حرمة الأموات داخل المجال الترابي للمدينة، غير أن الواقع على الأرض يكشف صورة مغايرة تماما للاسم البراق؛ فالتدبير الفعلي لا يتجاوز مقبرة أو اثنتين على الأكثر، بينما تترك باقي المقابر عرضة للإهمال والعشوائية، في مشهد يثير أسئلة عميقة حول حقيقة هذا التدبير وجدواه.

فحينما نطلق اسم “مقابر سلا”، فإن المعنى البديهي هو شمول كل المقابر الواقعة تحت النفوذ الترابي للجماعة، لا أن يختزل الأمر في فضاء واحد يسوق كنموذج للنجاح بينما تعاني المقابر الأخرى التهميش، حيث المواطن البسيط حين يزور قبور ذويه، يصطدم بواقع يفتقر إلى أبسط شروط التنظيم والنظافة، ما يجعل الشعور بالإحباط يتعاظم أمام ما يروج له من خطابات رسمية.

الأمر يزداد غرابة حين نعلم أن النداءات المتكررة من الساكنة والفاعلين المحليين لم تلق آذانا صاغية، وكأن الأمر لا يعني المسؤولين في شيء، وهو ما يفتح الباب أمام تأويلات متعددة، وهي هل يترك هذا الملف مفتوحا ليستثمر لاحقا في الحملات الانتخابية المقبلة كورقة انتخابية رابحة؟، أم أن وراء الأكمة ما وراءها، في إطار حسابات ضيقة لا علاقة لها بمصلحة المدينة ولا بكرامة الأموات؟.

إن تدبير المقابر ليس مجرد شأن إداري ثانوي، بل هو تعبير عن احترام المجتمع لحرمة الموتى، وعن مستوى المسؤولية الأخلاقية للمنتخبين والقائمين على الشأن المحلي، وإذا كان تدبير مقبرة أو اثنتين لا يعكس سوى واجهة محدودة، فإن العبرة بما يجري في باقي المقابر حيث تتجلى الصورة الحقيقية.

ويبقى السؤال المطروح، هو هل نحن أمام تجربة رائدة في تدبير مقابر سلا يمكن أن يحتذى بها؟، أم أمام غلاف جميل يخفي واقعا هشا لا يرضي أحدا؟.

إرسال التعليق