حقيقة الخلاف بين إيال زامير ونتنياهو وسط تصاعد التوتر بين الجيش والحكومة الإسرائيلية

آخر الأخبار

حقيقة الخلاف بين إيال زامير ونتنياهو وسط تصاعد التوتر بين الجيش والحكومة الإسرائيلية

رصد المغرب / عبدالكبير بلفساحي


تشهد الساحة السياسية والأمنية الإسرائيلية تصعيدا غير مسبوق في الخلافات بين المؤسسة العسكرية ممثلة برئيس الأركان الفريق إيال زامير، والحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، بحيث هذا التوتر الذي كان يدار في السابق خلف الأبواب المغلقة، بات اليوم مادة إعلامية وسياسية مكشوفة، تكشف عن أزمة ثقة متفاقمة بين الطرفين وسط حرب مستمرة في قطاع غزة وضغوط دولية متصاعدة.

الخلاف الأبرز بين الطرفين اندلع في أعقاب طرح الحكومة لخطة إقامة “مدينة إنسانية” في جنوب قطاع غزة، تهدف إلى نقل مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين إلى منطقة مغلقة تحت سيطرة إسرائيلية مؤقتة، كجزء من استراتيجية تبرر العمليات العسكرية في رفح.

وقد رفض إيال زامير هذه الخطة بشكل قاطع، معتبرا أن الجيش لا يمكن أن يتحول إلى أداة لترحيل السكان قسرا، وهو ما يتعارض مع القيم الأخلاقية للجيش الإسرائيلي، بل ومع رؤيته العسكرية للعملية الجارية في غزة.

ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن العلاقة بين زامير ونتنياهو تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، حيث شكا زامير من تغييب الجيش عن قرارات أمنية استراتيجية، من بينها تعيينات حساسة في المؤسسة الأمنية، وعدم إطلاعه على بعض الخطط المسبقة.

وهناك مصادر مقربة من قيادة الجيش أكدت أن رئيس الأركان أصبح أكثر جرأة في التعبير عن اعتراضاته، وأحيانا يواجه نتنياهو مباشرة في الاجتماعات المغلقة، مما زاد التوتر الشخصي والمؤسساتي، حيث في جوهر الخلاف يكمن تباين كبير في الرؤى بين الحكومة والجيش حول مستقبل قطاع غزة.

وبينما يسعى نتنياهو إلى فرض سيطرة أمنية مطلقة طويلة الأمد على القطاع بعد الحرب، يرى زامير أن هذا السيناريو غير واقعي من الناحية الميدانية، وقد يستغرق سنوات ويكلف الجيش الإسرائيلي أثمانا باهظة، بل إن زامير حسب مصادر أمنية، يعتبر أن استعادة الرهائن وضرب حماس أهداف يجب ألا تضيع وسط أجندات سياسية قد تخرج الجيش عن مهمته الأساسية.

وما يثير القلق لدى دوائر الأمن والدفاع الإسرائيلية هو أن هذا الصدام بين القيادة السياسية والعسكرية يأتي في ذروة صراع مسلح، حيث تتطلب المعركة أقصى درجات الانسجام والتنسيق، حيث تخشى بعض الجهات من أن تتحول هذه الخلافات إلى أزمة ثقة مؤسسية، قد تؤثر على أداء الجيش، وتستغل في النقاشات السياسية الداخلية والخارجية حول شرعية ونجاعة الحرب.

إن هذا الخلاف بين رئيس الأركان إيال زامير ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لم يعد مجرد تباين تقني أو مهني، بل أصبح صراعا مفتوحا على الرؤية والأولويات وشرعية القرار، لأن استمرار العمليات في غزة، وغياب خطة سياسية واضحة لليوم التالي، يبقى هذا الخلاف مؤشرا خطيرا على أزمة القيادة في إسرائيل، وربما تمهيدا لمرحلة جديدة من الصراع بين المؤسستين الأقوى في الدولة العبرية وهما الحكومة والجيش.

إرسال التعليق