
سقوط الأسد يكشف شبكة دعم عسكرية إيرانية شملت عناصر من البوليساريو
رصد المغرب / الرباط
في تطور خطير يكشف أبعاد التحالفات الخفية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كشفت تقارير حديثة عن تورط جبهة البوليساريو في شبكة دعم عسكري إيرانية عبر الأراضي السورية، تم فضحها مع التراجع الدراماتيكي لنظام بشار الأسد.
بحسب معطيات نشرها المجلس الأطلسي، فقد كانت إيران تدعم البوليساريو بتزويدها بأسلحة متطورة شملت طائرات مسيرة قتالية وصواريخ أرض-جو وقذائف هاون من طراز HM-16، إلى جانب تدريب مكثف لعناصر الجبهة، وتؤكد الوثائق أن هذا الدعم جرى تسهيله من قبل النظام السوري، الذي استضاف تدريبات لما لا يقل عن 120 مقاتلا صحراويا بطلب من طهران.
وفي سياق الحرب السورية، ألقت فصائل المعارضة القبض على عشرات المرتزقة من عناصر البوليساريو الذين قاتلوا إلى جانب قوات النظام السوري، وهو ما أكده فهد المصري، رئيس جبهة الإنقاذ الوطني السورية، مشيرا إلى أن الحرس الثوري الإيراني أشرف على إرسال حوالي مئتي عنصر إلى مناطق ساخنة في سوريا خلال السنوات الأخيرة.
يأتي هذا الكشف بعد سنوات من التوتر بين المغرب وإيران، والذي بلغ ذروته في 2018 عندما قررت الرباط قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران ، وقد أكد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، آنذاك امتلاك المغرب لأدلة دامغة على دعم حزب الله لجبهة البوليساريو بتنسيق مع الجزائر.
ويمثل سقوط الأسد ضربة قاضية لشبكة الدعم العسكري والسياسي التي كانت تتمتع بها البوليساريو من دمشق ، فعلى مدى سنوات، شكل النظام السوري سندا دبلوماسيا قويا للجبهة، وكان من الدول القليلة في الشرق الأوسط التي اعترفت بـ”جبهة البوليساريو”، ونظمت مؤتمرات مشتركة دعما لأطروحات الانفصال.
ومع هذه التطورات، تطرح تساؤلات كبرى حول مصير التحالفات التقليدية في المنطقة، ومستقبل النزاع في الصحراء المغربية، في ظل تصاعد الاهتمام الدولي بتورط أطراف خارجية في دعم الانفصال وزعزعة استقرار وحدة المملكة المغربية واستقرار شمال إفريقيا وإقليم الساحل.
إرسال التعليق