آخر الأخبار

شيء كبير يحدث من خلال تغريدة ترامب والعالم المضطرب

شيء كبير يحدث من خلال تغريدة ترامب والعالم المضطرب

رصدالمغرب / عبدالكبير بلفساحي


“هناك شيء كبير قادم، العالم سيفهم ولن يستطيع أحد منع ذلك” ، كانت تلك هي تغريدة ترامب التي أثارت  جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصا أنها جاءت في وقت تتسارع فيه الشائعات حول وفاته، لتضيف طبقة جديدة من الغموض على شخصية اعتادت إثارة الضجيج في السياسة والإعلام.

لكن بعيدا عن صخب التغريدات، يبدو أن العالم بالفعل يشهد أحداثا “كبيرة” تتقاطع في السياسة والاقتصاد والجغرافيا، تجعل من لحظة اليوم مفصلية على أكثر من صعيد.

التغريدة قد تقرأ رمزيا كتعليق على حالة عدم اليقين التي تحيط بالسياسة الأمريكية نفسها، خصوصا مع السباق الرئاسي المقبل، والانقسام الداخلي العميق الذي يضع واشنطن أمام اختبار غير مسبوق منذ عقود، حيث في المقابل يترجم العالم هذا “الشيء الكبير” إلى وقائع ملموسة، مثل التوترات المتصاعدة في شرق أوروبا والشرق الأوسط، والتحولات في موازين القوى الاقتصادية مع صعود الصين وتنامي أدوار الكتل الإقليمية، وأيضا الأزمات المناخية والأمنية تلقي بظلالها على الاستقرار العالمي.

لغة ترامب المبهمة ليست جديدة، فقد اعتاد الرجل صياغة رسائل تفتح أبواب التأويل أكثر مما تقدم إجابات، غير أن تزامنها مع الأحداث العالمية يضفي عليها طابعا مقلقا، فهل أراد الإيحاء بأنه هو الفاعل الرئيسي في المشهد السياسي؟، أم أنه مجرد تصعيد بلاغي لإبقاء الأضواء مسلطة عليه؟.

المفارقة أن “الشيء الكبير” الذي يتحدث عنه ترامب قد لا يكون فعلا مرتبطا بشخصه بقدر ما هو انعكاس لحالة عالمية عنوانها هو اللايقين، فنحن أمام نظام دولي في طور إعادة التشكل، حيث لم يعد أحد قادرا على التحكم الكامل بالمسار، ولا منع القوى الجديدة من فرض حضورها.

وبين الشائعة والتغريدة، وبين الواقع المضطرب والأحداث المتلاحقة، يبدو أن العالم يترقب بالفعل “شيئا كبيرا” قد يكون انتقالا إلى نظام عالمي جديد، أو أزمة كبرى ستكشف حدود القوة والنفوذ، وأما المؤكد فهو أن ما يحدث اليوم لم يعد قابلا للإدارة بالطرق التقليدية، وأن الغد يحمل تحولات أعمق مما يظن كثيرون.

إرسال التعليق