صيف الغربة والخذلان حين تصمت “لارام” أمام معاناة الجالية

آخر الأخبار

صيف الغربة والخذلان حين تصمت “لارام” أمام معاناة الجالية

رصد المغرب /


مع حلول كل موسم صيفي، يتكرر المشهد ذاته حيث آلاف من أفراد الجالية المغربية في الخارج يشدون الرحال نحو الوطن، مدفوعين بشوق دفين وذكريات دافئة، ولكن هذه العودة المؤقتة، التي تمثل بالنسبة للكثيرين طوقا من الأمل وفرصة لالتئام العائلة، تفسدها في الغالب تعقيدات لا تنتهي، تبدأ من بوابة الحجز وتنتهي على أبواب المطارات، فما هو السبب؟.

فهناك غلاء فاحش في أسعار التذاكر، واضطرابات متكررة في مواعيد الرحلات، وسوء تدبير يبدو ممنهجا أكثر منه عرضيا، حيث في خضم كل هذا، تقف شركة الخطوط الملكية المغربية (لارام) في قلب العاصفة، لكنها تختار الصمت، كما لو أن الأمر لا يعنيها.

إن الناقل الوطني الذي يفترض به أن يكون مرآة لسيادة الدولة وخدمة لمصالح مواطنيها، يبدو في كل مرة غائبا عن اللحظة، لا بيانات رسمية ولا تفسيرات ولا تفاعل يذكر مع الرأي العام، لأن إدارة التواصل داخل الشركة لا تبادر ولا تتفاعل، تاركة آلاف المسافرين في دوامة من الإحباط والتساؤلات.

وأمام غلاء الأسعار، فقد تلجأ بعض العائلات إلى حلول بديلة، عبر مطارات أوروبية مجاورة، أو حتى تأجيل السفر، في وقت يفترض أن تحرص فيه “لارام” على تشجيع التواصل مع الوطن لا تنفير أبنائه.

وما يزيد الوضع تعقيدا هو غياب الشفافية، حيث لا توضيحات حول تسعيرة التذاكر، ولا تبرير للتأخيرات ولا حتى اعتراف بوجود أزمة حقيقية، فالأمر الذي يفتح الباب أمام تفسيرات متعددة، بعضها يحمل الشركة مسؤولية التهاون، والبعض الآخر يرى في غياب المحاسبة جزءا من المشكلة الأعمق.

وصيف بعد آخر، تتراكم الشكاوى وتتعالى أصوات الجالية، لكن الناقل الوطني يصر على تجاهلها، ليبقى السؤال الذي بات ملحا اليوم أكثر من أي وقت مضى، هو متى تعي “لارام” أن دورها يتجاوز نقل الركاب، إلى تمثيل بلد بكامله، وأن الاحترام يبدأ بالاستماع، والهيبة تبنى بالمصارحة لا بالصمت؟

إرسال التعليق