عائلة شيرين أبو عاقلة تتهم واشنطن بالتستّر على جريمة اغتيالها
عائلة شيرين أبو عاقلة تتهم واشنطن بالتستّر على جريمة اغتيالها
رصد المغرب
اتهم طوني أبو عاقلة، شقيق الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة، الإدارة الأمريكية بـ”التستّر المتعمّد” على نتائج التحقيق في مقتل شقيقته، بعد أن كشف ضابط أمريكي رفيع شارك في التحقيق أن شيرين “قُتلت عمداً” برصاص الجيش الإسرائيلي عام 2022.
وجاءت هذه الاتهامات عقب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أفاد بأن العقيد الأمريكي المتقاعد ستيف غابافيكس، الذي تولّى مراجعة الأدلة ميدانياً في موقع الحادث، خلص في تقريره إلى أنّ عملية القتل كانت متعمدة، غير أنّ قياداته في الجيش والإدارة الأمريكية عدّلت صياغة النتائج لتبدو أقل حدة، حفاظاً على العلاقات السياسية والأمنية مع إسرائيل.
وفي تصريحٍ لهيئة بي بي سي، قال طوني أبو عاقلة إنّ الكشف الجديد “يؤكد ما كانت العائلة تعرفه منذ البداية”، مضيفاً:
“شيرين لم تُقتل بالخطأ، بل استُهدفت عمداً رغم وضوح هويتها كصحفية. الإدارة الأمريكية حاولت تبييض الحقيقة لأسباب سياسية، وهو أمر مخزٍ ومخيب للآمال”.
وكانت شيرين أبو عاقلة قد قُتلت برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها اقتحاماً للجيش الإسرائيلي في مخيم جنين للاجئين في مايو/أيار 2022، بينما أُصيب زميلها علي السمودي بجروح.
الجيش الإسرائيلي حاول في البداية إلقاء اللوم على المسلحين الفلسطينيين، قبل أن يتراجع ليقول إن الصحفية “قُتلت على الأرجح بنيران إسرائيلية عن طريق الخطأ”، وهي الرواية التي دعمتها إدارة بايدن، زاعمة أنّ التحقيق الأمريكي “لم يجد ما يشير إلى أنّ الصحفية استُهدفت عمداً”.
لكن العقيد غابافيكس، وهو أرفع ضابط أمريكي زار موقع الجريمة، أكد للـ”بي بي سي” أنّ استنتاجاته كانت جازمة:
“كل الأدلة التي اطلعتُ عليها كانت تشير بوضوح إلى أن ما حدث كان متعمداً. وأعتقد أنّ تقرير التحقيق تم تخفيفه سياسياً لتجنب الإضرار بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية”.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين – فضّلوا عدم الكشف عن هويتهم – أنّ التقييم النهائي في واشنطن جرى تعديله بقرار سياسي من مستويات عليا داخل وزارة الدفاع والخارجية. أما الفريق مايكل آر. فينزل، منسّق الأمن الأمريكي في المنطقة آنذاك، فصرّح بأنّه “واثق من أنّ الولايات المتحدة توصّلت إلى الاستنتاجات الصحيحة”، في إشارة إلى التبرير الرسمي للبيت الأبيض.
ووصف طوني أبو عاقلة موقف إدارة بايدن بأنه “منح الجيش الإسرائيلي شعوراً بالإفلات من العقاب”، مشدّداً على أنّ السكوت الأمريكي ساهم في استمرار استهداف الصحفيين في غزة، وأضاف:
“لو أن واشنطن طالبت بمحاسبة المسؤولين عن اغتيال شيرين، لكان ذلك شكّل رادعاً لمن يستهين بحياة الصحفيين اليوم”.
وختم العقيد غابافيكس بدعوةٍ مباشرة إلى الإدارة الأمريكية قائلاً:
“حتى وإن مرّت سنوات، الأدلة لا تزال قائمة، ويمكن العودة إليها لتحديد الحقيقة ومحاسبة الجناة. العدالة لا تسقط بالتقادم”.
إرسال التعليق