آخر الأخبار

فاس بين مراسيم التنصيب وأسئلة الشارع. هل ينجح خالد آيت الطالب في انتشال العاصمة العلمية من الفوضى؟

فاس بين مراسيم التنصيب وأسئلة الشارع. هل ينجح خالد آيت الطالب في انتشال العاصمة العلمية من الفوضى؟

رصدالمغرب / عبدالعالي بريك


شهدت جهة فاس–مكناس، صباح يوم أمس، مراسيم تنصيب السيد “خالد آيت الطالب” واليا جديدا على الجهة وعاملا على عمالة فاس، خلفا للسيد “سعيد زنيبر”، وذلك بإشراف السيد “عبد الوافي لفتيت” وزير الداخلية، وبحضور شخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبة.

غير أن هذه المراسيم، التي يفترض أن تكون رمزا للانضباط والاحترافية، تزامنت مع مشاهد ميدانية توثق الواقع المتردي الذي تعيشه مدينة فاس، العاصمة العلمية والثقافية للمملكة، حيث غزت النفايات شوارعها وأزقتها، في ظل تقصير واضح من الشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة، إضافة إلى تراكم مخلفات البناء في مناطق متعددة دون أي تدخل يذكر.

Picsart_25-11-08_09-06-13-063-300x200 فاس بين مراسيم التنصيب وأسئلة الشارع. هل ينجح خالد آيت الطالب في انتشال العاصمة العلمية من الفوضى؟

عدسة وسائل الإعلام رصدت هذه المشاهد المقلقة، التي تعكس حالة من الفوضى والتسيب الإداري، وتطرح تساؤلات حول مدى فعالية آليات المراقبة والمحاسبة المفروضة على المتعاقدين مع الجماعة، في وقت تستمر فيه شكاوى الساكنة من ضعف الخدمات الأساسية وتراجع جمالية المدينة التي كانت يوما مفخرة المغرب ومركز إشعاعه الحضاري.

IMG-20251107-WA0053-300x132 فاس بين مراسيم التنصيب وأسئلة الشارع. هل ينجح خالد آيت الطالب في انتشال العاصمة العلمية من الفوضى؟

وما زاد من رمزية هذا المشهد المتناقض، أن عطلا تقنيا مفاجئا أصاب المعدات الصوتية خلال الكلمة الرسمية للسيد وزير الداخلية في بداية الحفل، ما تسبب في توقف المراسيم لما يقارب خمس عشرة دقيقة، وهو أمر قرأه كثيرون كإشارة رمزية لحجم الأعطاب التي تنخر تدبير الشأن المحلي بالمدينة.

اليوم وأمام هذا الوضع، تتجه الأنظار إلى السيد “خالد آيت الطالب”، الرجل القادم من قطاع الصحة، المعروف بصرامته الإدارية، لقياس مدى قدرته على إحداث التغيير الفعلي ومحاربة الفساد المالي والإداري الذي بات حديث الشارع الفاسي. فهل سيتمكن من انتشال المدينة من مستنقع الفوضى والإهمال؟ أم سيكتفي، كمن سبقوه، بتبرير الإخفاقات بعبارة “وجدت الوضع كما هو”؟

أسئلة مفتوحة أمام الوالي الجديد، وأمام ساكنة فاس التي تنتظر إصلاحا حقيقيا يلامس واقعها اليومي، ويعيد للمدينة مكانتها المستحقة كعاصمة للعلم والحضارة والنظافة والتنظيم.

إرسال التعليق