فضيحة داخل مستشفى الغساني بفاس. مسؤول نقابي يحاول فرض “قانون خاص” ويهدد حارسا عاما بالتصفية الجسدية
فضيحة داخل مستشفى الغساني بفاس. مسؤول نقابي يحاول فرض “قانون خاص” ويهدد حارسا عاما بالتصفية الجسدية
رصدالمغرب / عبدالعالي بريك
عرف مستشفى الغساني بفاس، يوم أمس الجمعة حوالي الساعة الرابعة زوالا، واقعة خطيرة تنذر بانفلات غير مسبوق داخل مرفق صحي يفترض أن تسوده الضوابط والتنظيم، بعدما أقدم شخص يقدم نفسه كمسؤول جهوي لنقابة صحية على الاعتداء لفظيا وتهديد الحارس العام السيد (ك.ت) بالتصفية الجسدية، فقط لأنه رفض تمكين إحدى المرتفقات من تجاوز الإجراءات القانونية المعمول بها داخل مصلحة المستعجلات.
الحادث الذي وقع أمام أنظار الموظفين وأعوان الأمن الخاص وعدد من المرضى وذويهم، كشف بشكل صارخ محاولة المعتدي فرض “قانون خاص به”، مستغلا صفته النقابية لانتزاع امتياز غير مشروع، ضاربا بعرض الحائط مبدأ تكافؤ الفرص واحترام أسبقية المرضى وانتظام الخدمات.
وحسب مصادر مطلعة، فقد رفضت إحدى المرافقات الالتزام بالمسطرة الإدارية التي تلزم تسجيل جميع الوافدين قبل الاستفادة من أي خدمة، رغم أن المريضة سبق أن تلقت العلاجات الضرورية، حيث أن المرافقة امتنعت عن تسجيل المريضة في صندوق التغطية الصحية، لتلجأ بعد ذلك إلى استدعاء المسؤول النقابي في محاولة واضحة للضغط على إدارة المستشفى.
الحارس العام الذي كان يؤدي مهامه بمسؤولية، تمسك بتطبيق القانون، ليجد نفسه أمام موجة من السب والشتم والتهديدات التي وصلت حد “التصفية الجسدية”، في تصرف وصف بـ“الأناني” و“المستفز” و“المسيء لصورة العمل النقابي”.
الفوضى التي أحدثها المعتدي تسببت في تعطيل السير العادي للمستعجلات، وهو أمر خطير بالنظر إلى حساسية هذا القسم الحيوي، ما استدعى تدخل الأمن الخاص ثم عناصر الشرطة، ليقتاد المعتدي والشهود والحارس العام إلى مخفر الشرطة بالمنطقة الأمنية الثانية من أجل تحرير محضر رسمي والبحث في تفاصيل الواقعة.
هذه الحادثة يعيد إلى الواجهة سؤالا مؤرقا، وهو إلى متى سيظل بعض منتحلي الصفات وغيرهم يستغلون مواقعهم لخرق القانون وفرض الفوضى داخل المرافق العمومية؟ وأيضا تطرح بحدة ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لحماية الأطر الصحية والإدارية من الاعتداءات المتكررة، سواء جاءت من مرتفقين أو من أشخاص يدعون الدفاع عن حقوق العاملين بينما يسيئون إليهم وإلى المرفق العام.
إن ما وقع بمستشفى الغساني ليس مجرد اعتداء فردي، بل هو ناقوس خطر يؤكد أن حماية المستشفيات لم تعد ترفا، بل ضرورة ملحة لضمان كرامة المهنيين وأمن المرضى وجودة الخدمات.
إرسال التعليق