ليس الجسدُ إلا وَهْماً إنْ غابَتْ عنه الروحُ، وليست الصحةُ إلا صورةً إنْ خَلَتْ من المعنى

آخر الأخبار

ليس الجسدُ إلا وَهْماً إنْ غابَتْ عنه الروحُ، وليست الصحةُ إلا صورةً إنْ خَلَتْ من المعنى

رصد المغرب 

في زمنٍ تُختَزَلُ فيه الصحة إلى مجرد أرقامٍ مخبرية وجرعات دوائية، يأتي كتاب “فلسفة الصحة وسؤال الأخلاق” لِيُعيدَ الاعتبارَ إلى البُعدِ الإنساني الأعمق، حيث الصحةُ ليست جسماً فحسب، بل هي ائتمانٌ روحيٌّ وأخلاقيٌّ.

هذا العمل الفكري، الصادر عن مركز معارف، يُشكِّلُ محاولةً جريئةً لانتشال مفهوم الصحة من سجن “الدهرانية” (المادية العابرة) إلى فضاء “الائتمانية” الرحب، الذي يربط الإنسان بأسئلة المعنى والقيم والمُطلَق. عبر لغةٍ فلسفيةٍ نقديةٍ، يطرح المؤلِّفان مصطفى أمقدوف وجلال مودن رؤيةً تجديديةً تَصُبُّ في تيار التصحيح الفلسفي لمفهوم الصحة، مستحضرين الحكمةَ الأولى للإنسان “الآدمي”، الذي لم يفصل بين صحّة الجسد وطهارة الروح.

فالكتاب لا يرفض إنجازات العلم الحديث، بل يدعو إلى تأسيسٍ أخلاقي يُوازِنُ بين المنطق المادي والأفق الملكوتي، مُذَكِّراً بأن فقدان التوازن بينهما هو أزمةُ الإنسان المعاصر. إنه إضاءةٌ على الطريق لاستعادة ذلك التوازن المفقود بين الحاجات الجسدية والحقائق الروحية، في عالمٍ يئنُّ تحت وطأة النموذج المادي الغربي.

سيحظى القراء بفرصة اكتشاف هذا الإصدار الثري في معرض الكتاب بالرباط، حيث يُقدَّمُ كواحدٍ من الأعمال التي تُعيدُ ربط الفلسفة بالحياة، والطب بالأخلاق، والإنسان بخالقه

إرسال التعليق