لندن على وقع مظاهرات يمينية غير مسبوقة ضد المسلمين والمهاجرين تحت شعار “الإسلام عدونا الأول”

لندن على وقع مظاهرات يمينية غير مسبوقة ضد المسلمين والمهاجرين تحت شعار “الإسلام عدونا الأول”
رصدالمغرب / سالم الطنجاوي
شهدت العاصمة البريطانية لندن نهاية الأسبوع واحدة من أكبر المظاهرات التي نظمتها التيارات اليمينية المتطرفة في السنوات الأخيرة، وذلك بتحريض مباشر من الناشط اليميني المثير للجدل تومي روبنسون، وبمشاركة شخصيات بارزة من رموز التطرف في أوروبا.
المظاهرة التي رفعت شعار “الإسلام عدونا الأول”، جاءت لتكشف عن تصاعد غير مسبوق في خطاب الكراهية اتجاه المسلمين والمهاجرين في بريطانيا، حيث ردد المشاركون هتافات معادية للإسلام، محذرين مما وصفوه بـ”الخطر الديمغرافي والثقافي” الذي يهدد هوية البلاد.
ورغم أن روبنسون ليس وجها جديدا في الساحة السياسية البريطانية، فإن حجم الحشد وجرأة الشعارات أثارا قلق الأوساط السياسية والإعلامية، لا سيما في ظل تصاعد أجواء الاستقطاب على خلفية الأزمات الاقتصادية والهجرة غير الشرعية.
ومن جانبها أدانت منظمات حقوقية وسياسية هذه المظاهرات، معتبرة أنها تغذي الانقسام المجتمعي وتستهدف شريحة كاملة من المواطنين والمقيمين البريطانيين، حيث طالبت السلطات بمحاسبة منظمي الفعاليات التي تحرض على الكراهية والعنف، خصوصا في ظل القوانين التي تجرم خطاب الكراهية في المملكة المتحدة.
وفي المقابل شهدت شوارع قريبة تجمعات مضادة نظمتها حركات مناهضة للعنصرية، رفعت شعارات تدعو للتعايش وحماية حقوق المهاجرين والمسلمين باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي البريطاني.
ويرى مراقبون أن هذه المظاهرات تمثل نقطة تحول خطيرة في مسار الخطاب السياسي اليميني في أوروبا، إذ إنها لم تعد تقتصر على أطراف متشددة معزولة، بل باتت تجذب قاعدة شعبية أوسع مدفوعة بالأزمات الاقتصادية والخوف من المجهول.
ويحذر خبراء من أن استمرار مثل هذه التحركات دون ردع قد يؤدي إلى تصاعد جرائم الكراهية، وتعميق الانقسامات داخل المجتمعات الأوروبية، خاصة مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي التي تساهم في تضخيم هذه الرسائل ونشرها بسرعة قياسية.
المظاهرات الأخيرة في لندن ليست حدثا عابرا، بل مؤشر على واقع أعمق يتشكل في أوروبا، حيث يواجه المسلمون والمهاجرون تحديات متزايدة وسط صعود اليمين المتطرف، ليبقى السؤال هو هل تتحرك الحكومات لاحتواء هذه الموجة قبل أن تتحول إلى تهديد مباشر للسلم الاجتماعي؟
إرسال التعليق