مفھوم الاختلاف بين جاك دريدا وعبد الكبير الخطيبي تفكيك الذات وتحرير اللغة

آخر الأخبار

مفھوم الاختلاف بين جاك دريدا وعبد الكبير الخطيبي تفكيك الذات وتحرير اللغة

رصد المغرب/خالد راكز  

عد مفھوم الاختلافla differanceمن المفاھيم الفلسفية التي لعبت دورا محوريا في تفكيك البنى الساىدة لاسيما في اعمال جاك دريدا الذي دشن مسار التفكيك وقد وظف المفكر عبد الكبير الخطيبي ھذا المفھوم واعاد انتاجھ داخل سياق مابعد كولونيالي وثقافي عربي مانحا اياھ طابعا مزدوجا يجمع مابين التفكيك والمقاومةت اولا لقد صاغ دريدا مفھوم الاختلاف في سياق فلسفي غربي كلعب لغوي  ومفاھيمي مزدوج فھو في ان  واحد يدل على الاختلافla differan e والتاجيلdeferal وكان اللغةلا تنتج المعنى عبرالحضور بل عبر تاجيلھ فالمعنى في فكر دريدا ليس شيىا يعثر عليھ في الكلمات بل ھو ذاتھ الانزلاق والتعدد فاللغة تصبح فضاء لاكتشاف غياب الاصل وانھيار مركز المعنى يقول دريدا  (الاختلاف ھو مايجعل كل حضور ممكنا بتاجيل تحققھ) في ھذا السياق تعد الكتابة ممارسة فلسفية تقوض المفاھيم الثابتة وتحرر الفكر من التمركز ثانيا: الاختلاف عند الخطيبي لايقتصر على التفاعل مع دريدا بل يطورھ ويزرعھ في تربة مغايرة في نصوصھ ففي الاسم العربي الجريح يظھر الاختلاف كاداة لمساءلة الذات العربية مابعدالاستعماروھي ذات ممزقة  وھي ذات ممزقة بين لغتين لغة الغرب الاستعمار ولغة الذات الھوية الاختلاف عند الخطيبي  ليس فقط ممارسة تفكيكيةبل ھو ايضا استراتيجة مقاومة يقول الخطيبي(الاختلاف بالنسبة لي ھو ان اكتب في الھامش لغة مزدوجة بل يسكنني وانا اكتبھا واسكنھا في ان )

تالثا:مقارنة فلسفية بين المشروعين رغم استلھام الخطيبي لفكر دريداالا ان الاختلاف بينھما جوھري فدريدا ينطلق من نقد الميتافيزيقا الغربية والخطيبي يوجھ سھام نقدھ الى الارث الكولونيالي والھوية الاحادية في العالم العربي الذات في فكر دريدالامركز لھا اما عند الخطيبي فھي متشظية ومجروحة لكن تحتاج الى اعادة تشكيل كما ان الكتابة عند دريدا

عالم من الانزياحات  اللانھاىية يمكننا القول ان كلا من دريدا والخطيبي يقدمان تصورا محددا لمفھوم الاختلاف الاول في سياق فلسفي غربي والثاني في سياق ثقافي مابعد كولونيالي فاذا كان دريداقد قدم لنا الاختلاف بوصفھ استراتيجية تفكيك الحضور فان الخطيبي قد جعلھ اداة لتفكيك الذات والھوية وتحرير اللغة من احاديتھا ان الاختلاف عند الخطيبي ليس مفھوما فلسفيا فقط بل ھو تفكير خارج النسق وداخل الجرخ.

ن مقارنة مفھوم الاختلاف بين الخطيبي ودريدا ليست مقارنة فكرية بل ھي ايضا مقارنة حضارية ولغوية وسياسية في العمق كلاھما يقوض الميتافيزيقا لكن من موقعين مختلفين:دريدا من داخل الغرب والخطيبي من ھامش يعيد التفكير في المركز 1الاختلاف عند دريدت لعب داخل اللغة لقد صاغ دريدا مفھوم differancrبحرف aللدلالة على تاجيل المعنى فھو يرى بان الميتافيزيقا الغربية تؤسس حضورازاىفا وتخفي الاختلاف تحت ثنايا السلطة تفكيك يمر عبر اللغة بزعزعة الثناىيات كمن يحفر في نص مالوف ليكشف ھشاشتھ الاختلاف عندھ ھو منطق اللغة ذاتھا لاشي يوجد خارج ھذااللعب الخفي المستمر ھدفھ تقويض انساق الفكر الغربي من الداخل عبر ممارسات  لغوية وفلسفية2الاختلاف عند الخطيبي التعدد ضد المركز فھذا الاخير ينطلق من موقع مفكر مغاربي عربي مسلم عاش داخل لغة اجنبية لكنھ لم ينتم اليھا الكتابة بالفرنسية الاخرى كماسماھا ھي فعل مقاومة اعادة صياغة الاختلاف عندھ ليس فقط لغويا بل ثقافي سياسي جسدي ديني حضاري يكتب بازدواجية متعمدة تترك اللغة تتھجى نفسھا تخلخل الھيمنة الثقافية الغربية ھدفھ تفكيك الھيمنة الاستعمارية الرمزية المفاھيمية واعادة الاعتبار لكتابة متعددة لامركزية.

1التخوم لا المركز الخطيبي لايدخل الفلسفة من بابھا الاكاديمي الغربي بل من ھامشھا العربي الاسلامي فالكتابة الاخرى تنسف وتفجر المفردات من الداخل دريدالايقف عند حدود الميتافيزيقا بل على تخوم اللغة حيث ان كل كلمة تحمل اثرا لما غاب ولم يات بعد فالتخوم ليست حدودا بل امكانات ھي مجال توتر ان الميتافيزيقا يمكن ان تقوض لاان يعاد انتاجھا باسم الحداثة والنقاء2تقويض من موقع الاختلاف لامن موقع النفي لاالخطيبي ولادريدايمارسان النفي الصارم للميتافيزيقا بل يمارس كلاھما لعبا حاذقا بعد تخريب مفرداتھا وتھجينھا دريدا يؤجل المعنى يترك الاثر يتكلم الخطيبي يفتح الھوية على تعددھا الجسد على رغباتھ والكتابة على شعريتھا كل كتابة ھي عملية خيانة للمركز لكنھا خيانة مدروسة لاعبثية3الكتابة ممارسة تفكيك وتحويل عند الخطيبي الكتابة مزدوجة اللغة محملة بتاريخين بجسدين اما عند دريداالكتابة ھي الفرق ھي الاختلاف ھي مايؤجل الحضور ويزرع الشك في الاصل كتابة تعيش على التخوم ترفض الامتثال ولاتطلب التطھير كتابة ھجينة تقف على الحافة لاتنتمي الا لمن لاينتمون1الاصل بوصفھ وھما:من الحضور الى الغياب يؤسس دريدامفھومھ للاختلاف على تقويض ميتافيزيقا الحضور الذي يسكن الفكر الغربي منذ افلاطون كل ميتافيزيقا تؤمن بان ھناك اصلا حاضراالحقيقة الجوھر اللھ العقل ان كل حضور مبني على غياب مؤجل الاختلافdifferance يبين ان المعنى لايستوي دفعة واحدة بل يؤجل باستمرار اما عند الخطيبي فھو لايبحث عن اصل عربي او ھوية خالصة بل يرى الاصل كممارسة استعمارية للمعنى  يفجر الھوية من داخلھا العربي يمارس ازدواجية لغوية وثقافية كمقاومة ضد سلطة الاصل واللغة من اداة الى فضاء للاختلاف اللغة ليست وسيلة للتعبير عن الفكر بل ھي مكان لانزلاق المعنى لاتوجد كلمة تعني شيىا واحدا فقط لان كل كلمة تحيل الى اخرى في سلسلة لاتنتھي الاختلاف ھنا لغوي فلسفي لامعنى نھاىي بل اثر دائم الكتابة عند الخطيبي مزدوجة موسومة بالاختلاف تخرب النص من الداخل تخلخل التراث بلغة الأخر وتخلخل سلطة الأخر بروح تراثية مفككة3الجسد والھوية:من الوحدة الى التعدد الذات عند دريدا ليست حضورا كاملا بل بناء لغوي يتشكل بالاختلاف لا ذات قبل اللغة بل الذات تولد من اللغة وعبرھا الھوية غير تامة غير موحدة متعددة لانھا حاملة لأثار الاحتلال الدين اللغة الجسد المكبوت4 الكتابة فعل مقاومة:عند دريدا الكتابة تحرر الفكر من وھم الكلام/الحضور الاختلاف يتجسد في التفكيك محاولة تاولية تعيد قراءة النصوص بما يزعزع يقينھا يرى الخطيبي ان الكتابة ساحة نضال رمزي وثقافي يمارس تفكيكا استعاريا يعتمد على التورية التھجين اللعب بالصور والظلال يكتب من الداخل/الخارج من صلب الثقافة التي يستعير لغتھا لكنه لا ينتمي اليھا.٠

 

إرسال التعليق