آخر الأخبار

ياسمين بهلوي”شريكة الظل” في مشروع ما بعد الجمهورية الإسلامية

ياسمين بهلوي”شريكة الظل” في مشروع ما بعد الجمهورية الإسلامية

رصدالمغرب / عبدالحميد الإدريسي


مع تزايد الحديث في الأوساط السياسية والإعلامية عن احتمال دخول إيران مرحلة ما بعد الجمهورية الإسلامية، يطرح اسم رضا بهلوي، نجل الشاه الراحل محمد رضا بهلوي، كأحد الوجوه البارزة التي قد تلعب دورا قياديا في رسم ملامح المستقبل، غير أن ما يلفت الانتباه في الآونة الأخيرة هو الحضور المتنامي لزوجته، ياسمين بهلوي، التي تخرج من الظل لتلعب دورا محوريا في الخطاب العام داخل أوساط المعارضة الإيرانية في الخارج.

و من المنفى إلى الفعل السياسي، فقد ولدت ياسمين بهلوي في طهران عام 1968، وغادرت البلاد مع أسرتها بعد الثورة عام 1979، لتستقر في الولايات المتحدة حيث ترعرعت في كاليفورنيا، كما أنها تحمل شهادات في العلوم السياسية والقانون، وقد كرست مسيرتها المهنية للدفاع عن حقوق الإنسان، وخصوصا حقوق المرأة والطفل، إلى جانب نشاطها في ملف اللاجئين الإيرانيين.

وفي أحد اللقاءات الصحفية، صرحت بلهجة واضحة، بأن النظام الإيراني لم يكتف بقمع الحريات، بل حطم إنجازات تاريخية للمرأة، فلا مستقبل لحقوق النساء في إيران من دون قيام دولة علمانية على حسب قولها، حيث هذا التصريح لاقى أصداء واسعة لدى الجاليات الإيرانية في المهجر، خصوصا بين النخب النسوية والمنظمات الحقوقية، فهل هذه شراكة سياسية أم تمهيد لدور مستقل؟

ولا ينظر إلى ياسمين بوصفها فقط زوجة ولي عهد سابق، بل كشخصية سياسية وفكرية مستقلة تملك خطابا خاصا يتقاطع مع مشروع زوجها، دون أن يذوب فيه كليا، لأن البعض يرى في دورها تمهيدا لمساحة أوسع للمرأة في أي مشروع سياسي مستقبلي، لا سيما أن المعارضة الإيرانية تفتقر إلى وجوه نسائية وازنة على المستوى الدولي.

وفي المقابل يعمل رضا بهلوي على إعادة تقديم نفسه كخيار “توافقي” لمرحلة انتقالية، متكئا على إرث والده وعلاقاته الإقليمية، خاصة مع قادة الخليج، الذين ارتبط معهم الشاه الراحل بعلاقات تعاون وتفاهم خلال السبعينيات، حيث يؤكد بهلوي في عدة مناسبات على أهمية إعادة بناء جسور الثقة مع دول الجوار، معتبرا أن أمن الخليج وإيران “متلازمان ولا يمكن فصلهما”.

والمشروع الذي يمثله رضا وياسمين بهلوي يواجه تحديات عدة، أبرزها فقدان الداخل الإيراني الثقة بالأسماء المرتبطة بالنظام الملكي، إلى جانب تعدد الأصوات داخل المعارضة التي تفتقر إلى وحدة الرؤية،  ومع ذلك يراهن فريق بهلوي على العامل الزمني، وتحولات الشارع الإيراني، خصوصا في أعقاب الاحتجاجات النسوية المتكررة، لتوسيع قاعدة التأييد.

إرسال التعليق