أبطال فاس العلمية يسطرون إنجازا ذهبيا في فنون الملاكمة

أبطال فاس العلمية يسطرون إنجازا ذهبيا في فنون الملاكمة
رصدالمغرب / عبدالعالي بريك
في أجواء يملؤها الفخر والاعتزاز، احتفلت ساكنة حي باب الفتوح بمقاطعة جنان الورد بمدينة فاس، مساء الأحد 12 أكتوبر 2025، بإنجاز وطني جديد حققه نادي جمعية تضامن للملاكمة، برئاسة الأستاذ محمد الغازي الحسيني، بعد فوز أحد أبطاله، الشاب محمد النجاري، بالميدالية الذهبية في نهائي كأس العرش للملاكمة الذي أقيم بمدينة الدار البيضاء.
ولم يتوقف التألق عند هذا الحد، إذ تمكن زميله من نفس النادي من احتلال المركز الثالث وطنيا، ليضيفا معا صفحة مشرقة إلى سجل فخر العاصمة العلمية فاس، التي أنجبت على مر السنين أبطالا شرفوا المغرب في مختلف الميادين الرياضية.
وقد أقيم احتفال بسيط وعفوي داخل الحي بمشاركة الأسر والجيران وأصدقاء الأبطال، حيث عبر الجميع عن فرحتهم العارمة، معتبرين أن هذا الإنجاز يمثل انتصارا لقيم الاجتهاد والإصرار، أكثر مما هو تتويج مادي، حيث استطاع هؤلاء الشباب أن يثبتوا أن الرياضة يمكن أن تكون طريقا للكرامة والنجاح، لا سيما في زمن تزداد فيه التحديات أمام شباب الأحياء الشعبية.
وفي تصريح صحفي، قال الأستاذ محمد الغازي الحسيني رئيس نادي جمعية تضامن للملاكمة: “ما حققناه اليوم هو ثمرة سنوات من الكفاح، والتدريب المتواصل، والتضحيات اليومية، أبطالنا رفعوا راية المغرب عالية، وأثبتوا أن أبناء فاس قادرون على الإبداع رغم قلة الإمكانيات وضعف الدعم”.
وأضاف الحسيني أن النادي سبق له أن فاز بعدة ألقاب وطنية وإقليمية خلال السنوات 2019 و2023 و2024 و2025، مشيرا إلى أن فترة جائحة كورونا (2021–2022) كانت استثناءا صعبا على جميع الرياضيين.
لكن، ورغم هذه المسيرة المشرفة، عبر الحسيني عن أسفه العميق اتجاه التهميش الذي يطال النادي وعددا من الجمعيات الرياضية في المدينة العتيقة، مؤكدا أن غياب الدعم المادي والمعنوي يحد من طموحات الشباب ويكبح مسار التألق الذي بدأوه بإمكانياتهم الذاتية.
كما وجه رسالة مؤثرة إلى عمدة مدينة فاس، ورئيس مقاطعة جنان الورد، والمندوبية الجهوية للثقافة والشباب والرياضة، يدعو فيها إلى ضرورة الالتفات الجاد للأبطال المحليين، وتوفير البنيات التحتية الضرورية والفضاءات الرياضية الملائمة، خاصة بالأحياء الشعبية التي تعرف كثافة سكانية مرتفعة ونقصا حادا في فرص التكوين والرياضة.
وأكد رئيس النادي أن الرياضة ليست ترفا، بل هي درع يحمي المجتمع من الانحراف والإدمان، وأن كل درهم يستثمر في تأطير الشباب هو استثمار في أمن الوطن واستقراره، حيث ختم تصريحه قائلا: “أبطال فاس اختاروا طريق النجاح والتألق، في حين أن غياب الرعاية والدعم يدفع آخرين إلى طرق مظلمة، وواجبنا كمجتمع أن نمنح الأمل لهؤلاء الشباب ونفتح أمامهم أبواب المستقبل”.
إن ما يحققه هؤلاء الأبطال من أبناء فاس العتيقة هو رسالة صادقة بأن الطاقة الحقيقية للمغرب تكمن في شبابه، وأن دعم الرياضة هو دعم للقيم وللوطن ولصورة المغرب في المحافل الدولية.
الأستاذ محمد الغازي الحسيني من أبناء مدينة فاس العريقة، رياضي محنك ومرب ملتزم، جمع بين شغف الرياضة وروح المواطنة، حيث أسس نادي جمعية تضامن للملاكمة منذ سنوات بهدف احتضان شباب الأحياء الشعبية وتأطيرهم في بيئة رياضية وتربوية سليمة، بعيدا عن مظاهر الانحراف والضياع، وبفضل إصراره وتفانيه، تمكن من تكوين جيل من الأبطال المحليين الذين مثلوا المدينة والمغرب في بطولات وطنية ودولية، رافعا شعار: “من الحي الشعبي إلى منصة التتويج”.
يعتبر الحسيني نموذجًا يحتذى به في العمل الجمعوي الهادف، مؤمنا بأن الرياضة رسالة نبيلة قبل أن تكون منافسة، وأن دعمها هو دعم للاستقرار الاجتماعي وبناء الإنسان.
إرسال التعليق