
أزمة دبلوماسية في الساحل.. مالي والنيجر وبوركينا فاسو تستدعي سفراءها من الجزائر بعد إسقاط طائرة مسيّرة
رصد المغرب / عبد الحميد الإدريسي
تصاعدت التوترات الدبلوماسية بين دول تجمع الساحل (مالي والنيجر وبوركينا فاسو) والجزائر، بعد اتهام الجزائر بإسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش المالي نهاية مارس الماضي. وردا على الحادث، أعلنت الدول الثلاث، في بيان مشترك صدر يوم الأحد 6 أبريل 2025، استدعاء سفرائها من الجزائر “للتشاور”، معتبرة أن الحادث يمثل انتهاكا خطيرا لأمن المنطقة.
هذه الإتهامات بدعم الإرهاب وتهديد الاستقرار، وصفها مجلس رؤساء دول تجمع الساحل (AES) الحادث بأنه “اعتداء على الكيان المشترك” لدول المجموعة، مستندا إلى قرار سابق يعتبر الفضاء الجغرافي للساحل منطقة عسكرية موحدة. وأكد البيان أن الطائرة المسقطة كانت تنفذ مهمة ضد جماعة إرهابية تخطط لضرب مصالح الدول الثلاث، مما يعني – بحسب البيان – أن إسقاطها “يعرقل مكافحة الإرهاب ويدعمه ضمنا”.
كما وجهت الدول انتقادات حادة للجزائر، داعية إياها إلى “تبني سياسات بناءة تعزز الأمن الإقليمي بدلا من تصرفات تهدد استقرار الساحل”. وهذا الرد فعل دبلوماسي الحازم ، جاء باستدعاء السفراء كخطوة احتجاجية واضحة تعكس تصعيدا غير مسبوق في الخلاف بين الجانبين. وأكد بيان AES أن قوات دول التجمع “ستظل في حالة تأهب لحماية سيادة أراضيها وشعوبها”، تحت القيادة المشتركة للرئيس المالي، الجنرال أسيمي غويتا.
وتداعيات الأزمة على المنطقة التي تعد امتدادا للتوترات الإقليمية المتصاعدة في الساحل، حيث تتهم دول AES بعض الجيران بـ”التواطؤ مع الجماعات المسلحة” أو عرقلة جهود مكافحة الإرهاب. ومن المرجح أن تزيد هذه الخطوة من عزلة الجزائر دبلوماسيا في محيطها الإفريقي، خاصة في ظل الدعم العسكري المتزايد من روسيا لدول الساحل.
كما ينتظر أن تتبع هذه الخطوة مفاوضات مغلقة أو تحركات دبلوماسية أخرى، بينما يبقى السؤال ، هل ستنجح الوساطات في تخفيف حدة التوتر، أم أن المنطقة مقبلة على موجة جديدة من التصعيد؟
إرسال التعليق