آخر الأخبار

أطفال “إمضغر” بين الواد والمدرسة في مظهر يعري واقع خطابات المسؤولين

أطفال “إمضغر” بين الواد والمدرسة في مظهر يعري واقع خطابات المسؤولين

رصدالمغرب / سالم الطنجاوي


في دوار إمضغر، لا يحتاج الأطفال إلى سماع خطابات المنابر ولا إلى الشعارات المزركشة التي تزين البرامج الحكومية، فحياتهم اليومية أصدق شهادة على المسافة البعيدة بين الأقوال والأفعال، حيث هؤلاء التلاميذ الصغار يقطعون الواد بأقدام حافية، يغامرون ببراءتهم كل صباح، فقط ليبلغوا فصولا دراسية من المفترض أن تكون رمز الأمان وبوابة المستقبل.

فالمشهد مؤلم، لأن هناك أطفال في عمر الزهور، يتحدون برد المياه وقساوة الطبيعة، بينما صمت المسؤولين يعلو على أنينهم، حيث لم توفر لهم الدولة جسرا بسيطا أو بديلا آمنا، ومع ذلك يطلب منهم أن يؤمنوا بوعود التنمية و”أولوية التعليم”.

هذه الصورة لا تحتاج إلى “تلميع” الخطاب الحكومي، بل إلى جرأة في الاعتراف بالفشل، لأن الاعتراف بداية الإصلاح، أما الاستمرار في إنكار الواقع فليس سوى مشاركة في إطالة عمر المعاناة.

إن أطفال إمضغر لا يسألون المستحيل، بل مجرد حق أساسي، وهو طريق آمن نحو مدرستهم، حق يضمنه الدستور وتقر به المواثيق الدولية، فهل يعقل أن يظل حلم هؤلاء البسطاء معلقا على ضفة واد؟

المطلوب اليوم ليس بيانات إضافية، ولا صورا لابتسامات رسمية، بل إرادة سياسية تترجم إلى أفعال، حيث جسور صغيرة قد تصنع فرقا كبيرا، وقد تمنح لهؤلاء التلاميذ ما هو أبعد من العبور، وهو حقهم في الكرامة والتعليم والحياة.

إرسال التعليق