آخر الأخبار

إستراتيجية بناء الحاضنة الاجتماعية للحركات الإصلاحية

إستراتيجية بناء الحاضنة الاجتماعية للحركات الإصلاحية

رصد المغرب/الحيداوي عبد الفتاح 

مقدمة

إشكالية الدراسة وأهميتها

تعاني العديد من الحركات الإصلاحية والمدنية في السياقات المعاصرة، لا سيما في العالم العربي، من ظاهرة التشتت الاستراتيجي والضعف الوجودي، على الرغم من وضوح قضيتها ونبل مقصدها. فكثيرا ما تتحول هذه الحركات إلى مجرد تجمعات فكرية أو ردود أفعال عاطفية، تفتقر إلى القدرة على الاستمرار والتأثير الفعلي في المشهد الاجتماعي والسياسي. يكمن جوهر هذه الأزمة في الخلط بين الأولويات الاستراتيجية، وتحديدا في تقديم البناء التنظيمي الداخلي على بناء الحاضنة الاجتماعية والتحالف المدني الرشيد.

تنطلق هذه الدراسة من فرضية مفادها أن النجاح الوجودي لأي مشروع إصلاحي لا يقاس بصلابة هيكله التنظيمي، بل بمدى رسوخه في المجتمع وقدرته على استقطاب “الناصر” أو “الحليف العابر” الذي يؤمن بعدالة القضية. وتهدف الدراسة إلى تأصيل هذه الفرضية من خلال استخلاص قاعدة استراتيجية من السيرة النبوية، وهي قاعدة “البحث عن النصير”، وتحليل تطبيقاتها المعاصرة كإستراتيجية بديلة تضمن للحركات الإصلاحية البقاء والتأثير.

منهجية الدراسة وهيكلها

تعتمد الدراسة على المنهج التحليلي-الاستراتيجي، حيث يتم تحليل النصوص التاريخية (السيرة النبوية) لاستخلاص القواعد الاستراتيجية، ثم تطبيق هذه القواعد على ظواهر الحركات الإصلاحية المعاصرة. كما تستخدم المنهج المقارن في نقد استراتيجيات الحركات التي فشلت في بناء حاضنتها الاجتماعية.

ينقسم هيكل الدراسة إلى أربعة مباحث رئيسية:

1.المبحث الأول: الإطار المفاهيمي للحركة الإصلاحية الناجحة: الرؤية، الهدف، والوسيلة.

2.المبحث الثاني: “البحث عن النصير”: القاعدة النبوية في بناء التحالفات والحاضنة الاجتماعية.

3.المبحث الثالث: نقد إستراتيجية “البنية التنظيمية أولا”: أزمة الحركات الإصلاحية المعاصرة.

4.المبحث الرابع: آليات بناء الحاضنة الاجتماعية والتحالف المدني الرشيد.

المبحث الأول: الإطار المفاهيمي للحركة الإصلاحية الناجحة: الرؤية، الهدف، والوسيلة

إن أي تجمع مدني أو مشروع فكري يسعى للتأثير والاستمرار، يظل مهددا بالضياع ما لم يمتلك فن بناء التحالفات الرشيدة، والأهم من ذلك، ما لم يمتلك الأدوات الثلاثة التي تشكل بوصلة الحركة: وضوح الرؤية، تحديد الأهداف، واختيار الوسائل.

  1. 1. وضوح الرؤية: البوصلة الوجودية

تعد الرؤية الواضحة الركيزة الأولى لأي كيان مدني يسعى للتأثير والاستمرار. هي بمثابة البوصلة التي توجه الخطى وتمنع الانحراف وسط تعقيدات الواقع وتشابك المصالح. إن غياب الرؤية يحول العمل الجماعي إلى جهد مشتت، يستهلك طاقات الأفراد في تفاصيل إجرائية أو خلافات هامشية، بدلا من توجيهها نحو الغاية الكبرى التي وجدت من أجلها الحركة.

تستلزم الرؤية الواضحة الإجابة على ثلاثة أسئلة مركزية:

يبدأ أي مشروع حضاري من سؤال الغاية، لأن إدراك لماذا وجدنا؟ يحدد المرجعية الفكرية والأخلاقية التي تبنى عليها القرارات والمواقف، ويصنع حدود المبادئ التي لا يجوز التفريط فيها مهما تغيّرت الظروف أو الضغوط. فالمقصد هو البوصلة التي تمنح الفعل معناه، وتجعل الحركة مرتبطة برسالة أعمق من مجرد إدارة اللحظة. وحين تتضح الغاية، يتجه التفكير بشكل طبيعي نحو المستقبل، حيث يصبح السؤال عن إلى أين نسير؟ ضرورة استراتيجية لا يمكن تجاهلها. فصدق النوايا وحده لا يكفي لضمان النجاح، بل ينبغي وضع أهداف مرحلية ونهائية واضحة، تترجم القيم الكبرى إلى نتائج قابلة للقياس، وتسمح برصد ما تحقق وما تعثر، مع تصحيح المسار كلما لزم الأمر. إن امتلاك رؤية مستقبلية يجعل الجهود منسجمة ومتناغمة، ويمنح الفاعلين القدرة على الصمود أمام العقبات، لأنهم يدركون ما الذي يسعون لبلوغه بالضبط.

غير أن معرفة الوجهة تظل قاصرة ما لم ترافقها إجابة دقيقة عن كيف نصل؟. فنجاح أي عمل مدني مرهون بقدرته على قراءة الواقع بتعقيداته، واستيعاب موازين القوى، ثم اختيار الوسائل والخطط الملائمة للسياق والزمان. فالوسيلة ليست مجرد أداة تقنية، بل جزء من المنظومة القيمية للمشروع؛ إذ ينبغي أن تعكس أهدافه ومبادئه وأخلاقه. وعندما تتكامل الغاية مع الأهداف والخطط، تتحول الحركة من ردود فعل متفرقة إلى مشروع واعٍ بذاته، قادر على التأثير والتغيير، وعلى مراكمة الإنجازات بوعي ومسؤولية ورشد. هكذا فقط تتأسس المبادرات القوية التي تعرف من أين بدأت، وإلى أين تتجه، وكيف تشق طريقها نحو المستقبل.

 

  1. تحديد الأهداف المرحلية: سلم الصعود

لا يكفي الهدف النبيل وحده لضمان النجاح. إن غياب التخطيط المرحلي يجعل الحماس الأولي يتبدد أمام أول اختبار واقعي. إن تحديد الأهداف في تسلسل تصاعدي، كما فعلت مبادرات عالمية مثل “الشفافية الدولية” ، يضمن الانتقال من رفع الوعي إلى الضغط التشريعي ثم بناء ثقافة مجتمعية رافضة للفساد. هذا التسلسل يمنح الحركة قدرة على التمدد والتحول من منظمة صغيرة إلى مرجعية عالمية.

  1. واقعية الوسائل: التكيف مع البيئة

الحركة الإصلاحية الناجحة ليست مجرد تجمع بشري تربطه العواطف أو ردود الأفعال، بل هي مشروع فكري وتنظيمي متكامل يقوم على التوازن بين المبدأ والواقعية. ففي أوروبا الشرقية، خلال مرحلة الانتقال من الشيوعية إلى الديمقراطية، أدرك المجتمع المدني أن المعركة ليست فقط مع النظام القائم، بل مع عقلية التبعية والخوف. لذا، ركزت الحركات على التعليم والمواطنة وبناء النقابات بدلا من المواجهة الصدامية المباشرة، مما ضمن لها البقاء والفاعلية حتى بعد التحول السياسي.

المبحث الثاني: “البحث عن الناصر”: القاعدة النبوية في بناء التحالفات والحاضنة الاجتماعية

إن القاعدة الحركية الكبرى المستفادة من التجربة النبوية هي أن المشروع القيمي، مهما كان صادقا، لا ينجح في فراغ، بل يحتاج إلى حاضنة اجتماعية وسياسية تمنحه القدرة على الفعل والانتشار. من هنا تبرز قاعدة “البحث عن الناصر” كآلية بقاء وتمدد.

  1. تأصيل القاعدة في السيرة النبوية

على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مؤيدا بالوحي، إلا أن سنته في طلب النصرة كانت تجري وفق قوانين الاجتماع والحركة. فخروجه إلى الطائف وسؤاله القبائل: “من يؤويني حتى أُبلغ رسالة ربي؟” 1، هو تعبير بليغ عن حاجة الرسالة إلى سند بشري لتحقيق مقاصدها. لم يصب النبي اليأس أو الانكفاء رغم الرفض المتكرر، بل واصل البحث حتى وجد الناصر في الأنصار من الأوس والخزرج.

الدرس الاستراتيجي: لم يكن التحالف مع الأنصار مبنيا على تطابق عقدي كامل في البداية، بل على التوافق حول العدل والمقصد الإنساني للمشروع. هذا يؤكد أن التحالفات الناجحة تبنى على المشترك الإنساني والمقاصد، لا على التفاصيل الأيديولوجية الكاملة.

  1. قاعدة الثبات والمرونة: التوازن الاستراتيجي

يمثل التوازن بين مفهومي الثبات  والمرونة  جوهر المنهج النبوي في إدارة التحالفات 2.

يمثل الثبات والمرونة معا معادلة دقيقة في العمل الرسالي، فالثبات يعني التمسك بالأصول والكليات والقيم الجوهرية التي تعد أساس الهوية ولا يجوز بحال المساومة عليها، إذ لا معنى لرسالة تتنازل عن غايتها الكبرى أو تفرط في جوهر قيمها مهما اشتدت الضغوط أو تغيرت الظروف. على الجانب الآخر، تأتي المرونة كقدرة واعية على التكيف مع المتغيرات، واختيار الوسائل والتحالفات التي تخدم المقصد الأسمى دون أن تمس أصل الرسالة. غير أن جوهر هذه المرونة يكمن في كونها وسيلة لخدمة الثبات نفسه، لا طريقا للتنازل عنه. وقد جسد النبي صلى الله عليه وسلم  هذا التوازن في مسيرته الدعوية والسياسية، فرفض التحالف على ما يمس جوهر الرسالة أو يشرعن الباطل، حتى في أحلك الظروف وأشدها حاجة، لأن الدخول في مثل تلك التنازلات يعد انحرافا عن الغاية وانكسارا أمام المساومة على المبدأ. وفي المقابل قبل عليه الصلاة والسلام جوار المطعم بن عدي بعد عودته من الطائف، رغم كونه مشركا، لأن ذلك العرض كان خالصا في بعده الإنساني والسياسي، مرتبطا بالحماية لا بالذوبان القيمي أو التبعية الفكرية. من هنا يظهر الحد الفاصل الدقيق بين الثبات والمرونة: فالثبات يرفض التنازل المبدئي، والمرونة ترفض الذوبان في الآخر، لتبقى الرسالة ثابتة في مقاصدها، متحركة في وسائلها، قوية في هويتها، منفتحة في سياستها، دون أن تسمح للوسيلة بأن تتحول إلى غاية أو للتحالف بأن يصنع تبعية تهدم الأساس الذي قامت عليه الدعوة نفسها.

إن قبول نصرة غير المسلمين، كما حدث في جوار المطعم بن عدي أو الثناء على حلف الفضول (“لو دُعيت إليه في الإسلام لأجبت”) 3، يؤكد أن النصرة تصبح مشروعة في بعدها الإنساني والسياسي متى حققت مقصدا عادلا (كالحماية أو نصرة المظلوم) دون أن تمس الاستقلال القيمي للمشروع.

  1. وثيقة المدينة: نموذج التحالف الذكي

عند الهجرة إلى المدينة، لم يبادر النبي صلى الله عليه وسلم إلى إقصاء المخالفين، بل وضع “وثيقة المدينة” 4، التي تعد أول دستور مدني في التاريخ. كانت هذه الوثيقة نموذجاً للتحالف الذكي وإدارة التنوع، حيث:

حافظت على التمايز العقدي للمسلمين.

أقامت تحالفا مع اليهود وبعض المشركين على قاعدة المواطنة المشتركة.

وحدت الجميع تحت هدف استراتيجي واحد: حماية المدينة من العدوان الخارجي.

هذا يؤكد أن التحالف لا يعني التنازل عن الهوية، بل هو استثمار للجهود في مساحة مشتركة، وبناء على قاعدة المصلحة العليا التي تخدم المشروع.

المبحث الثالث: نقد إستراتيجية “البنية التنظيمية أولا”: أزمة الحركات الإصلاحية المعاصرة

في قراءة حركية معاصرة، يمكن القول إن الخطأ الاستراتيجي الذي تقع فيه العديد من الحركات الإصلاحية والمدنية هو انشغالها بالبنية التنظيمية قبل تأمين الناصر الاجتماعي.

  1. الخطأ الاستراتيجي: تقديم الهيكل على الجذر

تغري البنية التنظيمية الحركات الناشئة بوعود القوة والتماسك، فتبدأ ببناء الأجهزة، وتحديد التسلسلات الهرمية، ووضع اللوائح الداخلية، ظنا منها أن هذا هو الطريق الأمثل لتحقيق الأهداف. لكن هذا التركيز المفرط على “الشكل” قبل “المضمون” يؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة:

حين تتحول الحركة أو التنظيم إلى غاية في ذاته، يصبح البناء الهيكلي عبئا ثقيلا يكبله بدل أن يدعمه. تتحول الصلابة التي كان يفترض أن تحفظ الهوية والمبادئ إلى جمود يعجز عن مواكبة التحولات المجتمعية والسياسية. ومع مرور الوقت، تزداد الهوة بين الواقع المتغير وتنظيم يتشبث بأشكال وأساليب قديمة، فتتسع الفجوة ويضيع التأثير.

في ظل هذا الجمود، يتشكل نوع من العزلة الاجتماعية، حيث يعيش التنظيم في دائرة مغلقة تشبه “غيتو” فكريا واجتماعيا، يتحدث فيها إلى ذاته أكثر مما يخاطب الجمهور الواسع. ومع تاكل الصلة بالقواعد الاجتماعية، يفقد التنظيم العمق الاستراتيجي الذي يمنحه القدرة على الاستمرار والمقاومة. فكلما ضاقت الدائرة، أصبح سقوطها أسهل أمام أي ضغط خارجي، لأنها لا تجد من المجتمع سندا يحميها أو يمتص الصدمات عنها.

وعندما يتعرض هذا الكيان المنغلق لأي ضربة أمنية أو سياسية مركزة، ينهار سريعاً رغم ما قد يبدو عليه من تماسك داخلي. فبنية مركزية مغلقة تعتمد على قمة الهرم أكثر مما تعتمد على انتشار القواعد تجعل التنظيم قابلا للتجميد بمجرد استهداف رأسه أو تعطيل مركز القرار فيه. فيخسر كل شيء دفعة واحدة، بلا شبكات مجتمعية تتولى إعادة التوازن أو ترميم الضرر.

بهذه الطريقة، يتحول التصلب التنظيمي والعزلة عن المجتمع إلى وصفة جاهزة لانهيار سريع، حيث تتحول القوة الظاهرة إلى هشاشة كامنة، لا تحتاج سوى إلى اختبار صغير لتنكشف حقيقتها.

 

  1. الدرس النبوي المعاكس: الجذر قبل الساق

يقدم المنهج النبوي نموذجا حركيا يقوم على استراتيجية بناء الجذر قبل الساق. لم يبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بتشكيل “تنظيم” بالمعنى الحديث، بل بدأ ببناء “النواة الحاضنة” (دار الأرقم، ثم بيعة العقبة). هذا الترتيب يضمن:

التجذر الاجتماعي: تصبح الحركة متجذرة اجتماعيا قبل أن تكون متماسكة تنظيميا.

الرصيد غير المنظور: الناصر المجتمعي هو “الرصيد غير المنظور” للحركة، وهو شبكة العلاقات الاجتماعية والثقة العامة والقبول الشعبي، مما يمنح الحركة “مناعة” ضد الضغوط وقدرة على الاستمرار حتى لو تشتتت هياكلها التنظيمية.

المبحث الرابع: آليات بناء الحاضنة الاجتماعية والتحالف المدني الرشيد

إن بناء الناصر الاجتماعي ليس قرارا تنظيميا، بل هو عملية استراتيجية طويلة الأمد تتطلب تحولا في الأداء والممارسة.

  1. التحول من “االناشط” إلى “الخادم”: نموذج خدمة االمجتمع

يجب على الحركة الإصلاحية أن تعيد تعريف دورها من مجرد “ناشط” يطالب بالحقوق أو “معارض” ينتقد الأوضاع، إلى “خادم” يقدم حلولا عملية للمجتمع.

بناء الثقة العامة: يتم بناء الثقة من خلال الانخراط العميق في قضايا المجتمع اليومية (التعليم، الصحة، الإغاثة، الخدمات). هذا النموذج يسبق البناء السياسي ويؤمن الحاضنة.

أمثلة معاصرة:

حركة الخدمة (تركيا): ركزت على بناء المدارس والمؤسسات الثقافية لعقود، مما خلق لها “ناصرا” واسعا من الطلاب والمثقفين والأسر قبل أن تنخرط في أي معترك سياسي مباشر.

حركة حماس (فلسطين): لم تنبع قوتها الأساسية من جناحها العسكري فقط، بل من شبكة الخدمة الاجتماعية الواسعة (المدارس، المستشفيات، الإغاثة) التي وفرت لها “حاضنة شعبية عميقة” في غزة والضفة، مما جعلها عصية على الاقتلاع.

إن الحركات التي تنجح في بناء الناصر تكتسب “شرعية اجتماعية” تفوق بكثير الشرعية التنظيمية، ويصبح التنظيم بعد ذلك مجرد أداة فعالة لخدمة هذا الناصر، وليس غاية في حد ذاته.

  1. شروط التحالف المدني الرشيد

التحالف الرشيد هو الذي يضمن التمدد دون الذوبان، ويقوم على شروط واضحة:

التحالف لا ينبغي أن يمس بالثوابت، إذ يجب أن يظل خاضعا لشرط الحفاظ على الاستقلال القيمي والفكري للمشروع، حتى لا تتحول النصرة إلى تبعية فكرية أو أيديولوجية. وفي الوقت نفسه يقوم على إدارة مساحات المشتركات من خلال التركيز على القضايا الإنسانية والوطنية المتفق عليها مثل العدل ومكافحة الفساد والتنمية، بما يسمح باستقطابالحليف العابر الذي يشترك في المقصد العادل ولو اختلفت مرجعيته. كما يشترط أن يكون للتحالف هدف واضح ومؤقت، لا اندماجا دائما، بما يضمن استمرار مرونة الحركة وقدرتها على الانسحاب أو إعادة توزيع التحالفات عند انتهاء الغرض وتحول السياق.

 

خاتمة وتوصيات

نتائج الدراسة

أكدت هذه الدراسة أن الأزمة الوجودية التي تعاني منها الحركات الإصلاحية والمدنية المعاصرة تنبع أساسا من الخلل في تحديد الأولويات الاستراتيجية، وتحديدا في تقديم البناء التنظيمي على بناء الحاضنة الاجتماعية. إن القاعدة النبوية “البحث عن الناصر” ليست مجرد تكتيك مرحلي، بل هي سنة اجتماعية خالدة تضمن للمشروع الإصلاحي الانتقال من عالم المثال إلى عالم الفعل.

النتيجة المحورية: إن الحركة التي تبدأ ببناء الجذر (الناصر المجتمعي) هي حركة متجذرة وقادرة على البقاء والنمو حتى لو قطعت بعض أغصانها، بينما الحركة التي تصر على الهيكل التنظيمي أولا هي حركة تزرع أوراقا بلا جذور، ومصيرها الذبول عند أول جفاف.

المراجع

[1] ابن هشام، عبد الملك. السيرة النبوية.

[2] القرضاوي، يوسف. فقه الأولويات.

[3] ابن كثير، إسماعيل بن عمر. البداية والنهاية.

[4] حميد الله، محمد. مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة

 

إرسال التعليق