إسرائيل بين مشروع الهيمنة واحتمالات مظلة عربية مستقلة

إسرائيل بين مشروع الهيمنة واحتمالات مظلة عربية مستقلة
رصدالمغرب / عبدالعالي بريك
يتزايد الحديث في الأوساط السياسية والإعلامية عن تحول الدور الإسرائيلي من ذراع أميركية تقليدية في المشرق إلى مشروع هيمنة إقليمي قائم بذاته، مستفيدا من تفوق عسكري وتكنولوجي وتحالفات جديدة فرضتها اتفاقيات التطبيع منذ عام 2020.
ويرى محللون أن هذا التحول تزامن مع تراجع الانخراط الأميركي المباشر في المنطقة، وانشغال واشنطن بملفات دولية أخرى، وهو ما أتاح لإسرائيل توسيع نفوذها والتحرك بمزيد من الاستقلالية، حيث عززت الصناعات الدفاعية والاستخباراتية الإسرائيلية مكانتها كقوة رئيسية في الأمن السيبراني والتسليح المتقدم.
ولكن في المقابل يثير هذا الواقع تساؤلات عربية حول مستقبل التوازنات الإقليمية، خصوصا مع تصاعد الاتهامات الدولية لإسرائيل بانتهاج سياسات فصل عنصري في الأراضي الفلسطينية، مثل نظار ابارتهايد القائم على القمع الهيمني و التمييز العرقي والاجتماعي.
ورغم تكرار الدعوات لإنشاء “مظلة أمنية عربية مستقلة”، تبدو الطريق مليئة بالتحديات، مثل تباين الأولويات بين الدول العربية بشأن الخطر الإيراني والقضية الفلسطينية، وهناك الفجوة العسكرية والتكنولوجية التي تجعل أي مواجهة مباشرة محفوفة بالمخاطر، وكذلك الارتباط بالتحالفات الدولية، وهو ما يحد من استقلال القرار الأمني العربي.
وهناك بدائل واقعية، حيث يشير خبراء إلى أن المواجهة العسكرية ليست خيارا عمليا، مرجحين مسارات بديلة أبرزها، بناء موقف عربي موحد في المؤسسات الدولية لمحاسبة إسرائيل على سياساتها، وذلك باستخدام أدوات الضغط الاقتصادي وربط التعاون بالتزامات حقوقية واضحة، وكذلك دعم مؤسسات الحكم الفلسطيني لتعزيز الشراكة السياسية على الأرض، وتعزيز التعاون الدفاعي العربي في المجالات الاستخباراتية والدفاعية غير الهجومية.
وفي ضوء هذه المعطيات، يظل المشهد الإقليمي مفتوحا على احتمالات عدة، وهي استمرار التمدد الإسرائيلي بدعم تفوقه النوعي، أو بروز تحرك عربي منسق يعيد التوازن ويضع القضية الفلسطينية في صلب الأمن القومي العربي، وحتى يتحقق ذلك، تبقى المظلة العربية المستقلة فكرة مؤجلة تنتظر إرادة سياسية جامعة تتجاوز الانقسامات الراهنة.
إرسال التعليق