
إعادة تأهيل ودمج نساء وأطفال المخيمات: تحديات وفرص
رصد المغرب/الحيداوي عبد الفتاح
تواجه النساء والأطفال في مخيمات الهول والروج أوضاعًا معقدة تتطلب استجابات شاملة تتجاوز الاحتياجات الأساسية، إذ إنهم بحاجة إلى رعاية نفسية واجتماعية، فضلاً عن دعم سبل العيش وتمكينهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية والمأوى. غير أن التحدي الأكبر يكمن في منحهم الأمل في حياة طبيعية من خلال قبولهم مجتمعيًا وفتح آفاق جديدة لمستقبلهم.
التحديات التي تواجه العائدات
عند عودة هؤلاء النساء إلى بلدهن المغرب، سيواجهن مجموعة من التحديات التي تعيق إعادة إدماجهن، منها:
الوصم المجتمعي: يُنظر إليهن في كثير من الأحيان بعين الشك، مما يعرقل تقبلهن وإعادة إدماجهن في النسيج الاجتماعي.
الصدمات النفسية: تعرض العديد منهن لتجارب قاسية تؤثر على صحتهن النفسية، مما يستدعي تقديم دعم نفسي متخصص.
التحديات الاقتصادية: يواجهن صعوبة في العثور على عمل أو مصدر دخل مستدام نظرًا لانقطاعهن عن سوق العمل لفترات طويلة.
الوضع القانوني والإداري: قد تحتاج بعض العائدات إلى تسوية أوضاعهن القانونية للحصول على الوثائق اللازمة للاستفادة من الخدمات الأساسية.
توصيات لإعادة التأهيل والإدماج المستدام
لتجاوز هذه العقبات وتحقيق إعادة إدماج ناجحة، يجب تبني استراتيجيات تأخذ في الاعتبار النوع الاجتماعي، وتشمل:
دعم نفسي واجتماعي متخصص
توفير برامج تأهيل نفسي لمساعدتهن على تجاوز آثار الصدمة.
إنشاء مراكز دعم وإرشاد اجتماعي تساعدهن على التأقلم مع بيئتهن الجديدة
توفير مراكز إرشاد نفسي متخصصة لمساعدتهن على تجاوز الصدمات.
تنظيم جلسات توعية مجتمعية لتقبل عودتهن ومنع الوصم.
إشراك العلماء والمجتمع المدني في تعزيز ثقافة التسامح..
تعزيز التمكين الاقتصادي
توفير فرص تدريب مهني وتأهيل لسوق العمل.
تقديم دعم مالي أو قروض صغيرة لإنشاء مشاريع صغيرة.
الضمان القانوني والحماية
تسهيل إجراءات الحصول على الوثائق الثبوتية لأطفالهن ولهن.
ضمان حمايتهن من أي انتهاكات أو تمييز بعد العودة.
التعاون مع منظمات حقوقية لمراقبة أوضاعهن وضمان حقوقهن.
تسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية
تبسيط الإجراءات الإدارية للحصول على الوثائق القانونية.
تسهيل الاندماج في برامج التعليم والتدريب للنساء وأطفالهن.
إدماج الأطفال وضمان مستقبلهم
توفير برامج تعليمية تسهل اندماج الأطفال في المدارس.
تقديم دعم نفسي خاص للأطفال الذين عاشوا في بيئات عنيفة.
ضمان حصولهم على الرعاية الصحية اللازمة
لا تكفي العودة الجسدية لنساء مخيمات الهول والروج إلى المغرب لضمان مستقبلهن، بل يجب أن تكون العودة مصحوبة بدعم شامل يمنحهن الأمل والفرصة لإعادة بناء حياتهن. يتطلب ذلك تعاونًا بين الحكومة والمجتمع المدني والمجتمع المحلي لخلق بيئة آمنة وداعمة.
القبول المجتمعي، والتسامح، والفرص الاقتصادية، والرعاية النفسية، كلها عناصر أساسية لتحقيق إعادة إدماج ناجحة ومستدامة. فقط من خلال فهم معاناتهن وتقديم حلول مراعية للنوع الاجتماعي، يمكن تحويل صفحة الماضي إلى مستقبل أفضل لهن ولأطفالهن.
إرسال التعليق