إهانة غير مسبوقة لغرور ترامب باستعراض المستشار الألماني ميرز شهادة ميلاد جده الألماني

آخر الأخبار

إهانة غير مسبوقة لغرور ترامب باستعراض المستشار الألماني ميرز شهادة ميلاد جده الألماني

رصد المغرب /

في مشهد غير معتاد على الساحة الدبلوماسية، شهد لقاء سياسي رفيع بين المستشار الألماني فريدريش ميرز والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لحظة اعتبرت “إهانة غير مسبوقة لغرور” الأخير، وذلك عندما سلم ميرز نظيره الأمريكي نسخة موثقة من شهادة ميلاد جده فريدريك ترامب، الذي تعود أصوله إلى ولاية راينلاند بفالز في جنوب غرب ألمانيا.

هذا اللقاء الذي جرى على هامش منتدى دولي في بروكسل، كان من المفترض أن يركز على ملفات سياسية واقتصادية، لكن ميرز باغت ترامب بإهدائه الوثيقة الرسمية التي تثبت بشكل قاطع أن جده ولد في مدينة كالشتادت الألمانية، مرفقة بتعليق دبلوماسي لاذع: “تاريخ العائلة لا يمحى، وهو شرف لا ينقص من مكانتك، بل يزيدها أصالة، لو قبلته بتواضع.”

فالمشهد أثار دهشة الحضور، وظهر ترامب المعروف بثقته المتعالية ونزعته القومية الأمريكية المتشددة، مرتبكا للحظات، حيث لم يعلق مباشرة على ما حدث، بل اكتفى بابتسامة باهتة وعبارة مقتضبة: “شكرًا… وثيقة مثيرة للاهتمام.”

وهناك مصادر مطلعة أفادت أن هذه الخطوة كانت “محسوبة ومدروسة” من جانب المستشار الألماني، الذي أراد التذكير بأن التعددية والتاريخ المشترك بين الشعوب أهم من الشعبوية والاستعلاء السياسي، فلطالما حاول دونالد ترامب التقليل من شأن أصوله الألمانية، مفضلا تقديم نفسه كرجل “أمريكي حتى النخاع”، بل وقدم في مناسبات عديدة معلومات مضللة عن جنسية جده، زاعما أنه سويدي الأصل، في محاولة للتماشي مع مزاج سياسي معين خلال حملاته الانتخابية.

ولكن الوثائق الرسمية التي باتت اليوم في حوزة ميرز، تؤكد أن فريدريك ترامب ولد في ألمانيا عام 1869 قبل أن يهاجر إلى الولايات المتحدة في نهاية القرن التاسع عشر.

ويرى المراقبون في هذه الخطوة الألمانية “رسالة ناعمة لكنها موجعة”، تهدف إلى فضح النفاق السياسي لبعض الزعماء الشعبويين الذين يبنون خطاباتهم على التفوق الوطني ونسيان الجذور، كما تعكس ثقافة ألمانية فريدة في المزج بين الدبلوماسية والرمزية التاريخية.

فالمستشار ميرز المعروف ببراغماتيته وخلفيته الأكاديمية، لطالما انتقد في السابق الشعبوية السياسية في أوروبا والولايات المتحدة، حيث هذه الحادثة بحسب تعليقات صحف ألمانية كبرى مثل دير شبيغل وفرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ، قد تدخل التاريخ بوصفها لحظة نادرة كسر فيها الغرور الأمريكي بمرآة من الماضي الأوروبي.

فقد تكون شهادة ميلاد بسيطة، لكن وقعها السياسي ثقيل، ففي زمن يحاول فيه البعض تزوير التاريخ لصالح سرديات فردية، جاءت هذه الوثيقة الألمانية لتذكر بأن الحقيقة مهما تأخرت، تظل سلاحا ناعما لا يستهان به.

إرسال التعليق