
إيلون ماسك يطلق “حزب أمريكا” ليشكل بداية لمرحلة سياسية جديدة في الولايات المتحدة
رصد المغرب / عبدالحميد الإدريسي
في خطوة مفاجئة هزت الأوساط السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة والعالم، أعلن رجل الأعمال الملياردير الشهير إيلون ماسك عن تأسيس حزب سياسي جديد يحمل اسم “حزب أمريكا” (The America Party)، مؤكدا أن الهدف منه هو إعادة توجيه البوصلة السياسية الأميركية نحو “المنطق والحرية والابتكار”.
ودوافع التأسيس جائت بإعلان ماسك بعد سلسلة من التصريحات والانتقادات التي وجهها إلى كلا الحزبين الرئيسيين، الجمهوري والديمقراطي، متهما إياهما بتقويض مصلحة المواطن الأميركي، والتركيز على الصراعات الحزبية بدلا من الحلول الفعلية.
وفي بيانه التأسيسي، أشار ماسك إلى أن “الشعب الأميركي سئم من الاستقطاب والانقسام، وأن الوقت قد حان لحزب يعكس الروح الحقيقية لأمريكا، وهي حرية التعبير والتقدم التكنولوجي والسياسات العملية المبنية على البيانات لا الأيديولوجيا.”
ومن المبادئ الأساسية لحزب أمريكا، ووفقا للتصريحات الأولية، يعتمد الحزب الجديد على عدد من المبادئ الأساسية، وهي حرية التعبير المطلقة، مع رفض ما يصفه ماسك بثقافة الإلغاء (Cancel Culture)، و الابتكار كأداة للتغيير الاجتماعي، من خلال دعم الشركات الناشئة والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة، وأيضا إصلاح شامل للنظام التعليمي ليتماشى مع متطلبات المستقبل الرقمي، و الحد من نفوذ البيروقراطية الفيدرالية وتحسين كفاءة الإنفاق الحكومي، وكذلك سياسة هجرة ذكية، تجمع بين الأمان والفرص الاقتصادية.
ووسط ردود الفعل والانقسام المحتمل، أثار إعلان ماسك موجة من الجدل على الساحة السياسية، فالمؤيدون يرون فيه بارقة أمل وفرصة لكسر الثنائية الحزبية التي سيطرت على أمريكا لعقود، في حين أن المنتقدين يحذرون من تبسيط ماسك لقضايا معقدة، وتوظيفه لشهرته ونفوذه الاقتصادي في التأثير على الرأي العام.
ويرى محللون أن دخول ماسك إلى المعترك السياسي، خاصة من بوابة حزب ثالث، قد يعيد رسم خارطة الانتخابات الأميركية المقبلة، خصوصا إذا نجح في استقطاب الشباب ورواد الأعمال والمستقلين.
ورغم أن تاريخ الأحزاب في الولايات المتحدة ليس مشجعا، إلا أن ماسك يمتلك ما لا يمتلكه الآخرون، لأن له قاعدة جماهيرية واسعة ومنصات إعلامية ضخمة (مثل X، المعروفة سابقا بتويتر)، وتأثير اقتصادي وسياسي ملموس.
ولكن تظل التحديات قائمة، وأبرزها هو بناء قاعدة تنظيمية، وخوض الانتخابات المحلية، وطرح مرشحين قادرين على المنافسة في السباق الرئاسي والكونغرس، حيث يبدو أن “حزب أمريكا” يمثل أكثر من مجرد مبادرة سياسية جديدة، لأنه انعكاس لتحولات عميقة في المزاج الأميركي العام، وفي العلاقة بين التكنولوجيا والسياسة.
فهل سينجح ماسك في تغيير قواعد اللعبة؟ أم سيبقى حزبه مجرد عنوان مثير في دورة إخبارية سريعة؟ والمستقبل فقط كفيل بالإجابة.
إرسال التعليق