
ارتباك واسع بسبب اعتماد الهوية الرقمية للولوج إلى منصات CNSS و“ضمانكم”
رصدالمغرب / عبد الله السعدي
شهد الآلاف من المواطنين والمستخدمين ومكاتب المحاسبة بالمغرب حالة من الارتباك، عقب التغيير المفاجئ الذي طرأ على طريقة الولوج إلى موقع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) ومنصة “ضمانكم” (Damancom)، بعدما أصبح الدخول إلى هذه المنصات مشروطا حصريا باستخدام الهوية الرقمية، دون إشعار مسبق.
وأفادت مصادر مهنية وتقنية بأن هذا التغيير أربك بشكل كبير المستخدمين، سواء كانوا أفرادا أو مقاولات، إذ وجد العديد منهم أنفسهم عاجزين عن الوصول إلى حساباتهم الرقمية، ما أدى إلى تعطيل مصالح إدارية ومالية حيوية، وهدد بعدم احترام الآجال القانونية للتصريحات، خاصة تلك المتعلقة بشهر يونيو 2025.
هذه الحالة أثارت موجة من الاستياء في أوساط المحاسبين، ومسيري المقاولات، وحتى الأجراء أنفسهم، الذين لم يتمكنوا من تتبع وضعياتهم الإدارية أو تحميل الوثائق الرسمية، بسبب تعقيدات نظام التحقق الجديد القائم على الهوية الرقمية.
وأمام هذه الأزمة، عقدت إدارة CNSS اجتماعا رسميا يوم 4 يوليوز 2025، أعلنت بعده عن اتخاذ تدابير استعجالية لتخفيف تداعيات هذا التحول، أهمها إتاحة إمكانية الولوج عبر رمز استعمال وحيد (OTP) يرسل للمستخدمين عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني، كحل استثنائي طيلة هذا الشهر.
كما تم اتخاذ قرار بتمديد أجل التصريح بالأجور إلى غاية 17 يوليوز 2025، دون احتساب أية غرامات تأخير، في محاولة من إدارة الصندوق لاحتواء الارتباك الحاصل وتفادي الانعكاسات القانونية والإدارية التي قد تلحق بالمقاولات والمستخدمين.
ووجه عدد من الأخصائيين في المجال الرقمي والمهني انتقادات إلى طريقة تنزيل هذا التغيير، معتبرين أن اعتماد التوثيق الرقمي لا يمكن أن يتم بشكل مفاجئ، ودون مراعاة الجوانب التقنية والاجتماعية، مؤكدين في الوقت نفسه على أهمية الأمن الرقمي، شرط ألا يتحول إلى حاجز أمام المواطنين في الولوج إلى خدمات أساسية.
وطالب المتخصصون باعتماد مقاربة تدريجية ومرنة في مسار الرقمنة، تترافق مع قنوات دعم فعالة وسريعة، خاصة في الفترات الحساسة مثل آجال التصريحات الشهرية والضريبية، لضمان سلاسة الانتقال الرقمي دون المساس بحقوق المستخدمين.
إرسال التعليق