اعتقال المئات من العمال في مصنع هيونداي بجورجيا يثير أزمة دبلوماسية

اعتقال المئات من العمال في مصنع هيونداي بجورجيا يثير أزمة دبلوماسية
رصدالمغرب / عبدالحميد الإدريسي
شهدت ولاية جورجيا الأمريكية واحدة من أكبر عمليات إنفاذ قوانين الهجرة في تاريخ الولايات المتحدة، بعدما أقدمت السلطات الفيدرالية على توقيف نحو 475 عاملا في موقع مصنع بطاريات تابع لشركة هيونداي – LG.
العملية التي جرت في الرابع من سبتمبر حملت اسم “Operation Low Voltage”، وشارك فيها أكثر من 400 عنصر من عدة وكالات أمريكية، بينها جهاز الأمن الداخلي (HSI) ووكالة الهجرة والجمارك (ICE) إضافة إلى الـFBI والـDEA والـIRS.
ووفقا للبيانات الرسمية، فإن أكثر من 300 من المعتقلين يحملون الجنسية الكورية الجنوبية، حيث وجد أن بعضهم تجاوز فترة تأشيرته أو عمل خارج شروط برنامج الإعفاء من التأشيرة، فيما دخل آخرون البلاد بشكل غير قانوني.
هذا التطور المفاجئ أثار توترات دبلوماسية بين واشنطن وسيول، خصوصا أن الحادثة تأتي في وقت حساس يتزامن مع الاستعدادات لتشغيل المشروع الضخم بقيمة 7.6 مليار دولار المخصص لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية.
الحكومة الكورية الجنوبية أعربت عن أسفها لنشر مقاطع مصورة لعملية الاعتقال، ووصفتها بأنها “غير مناسبة”، مطالبة بضمان حقوق مواطنيها وتسريع عودتهم.
ولاحقاً جرى التوصل إلى اتفاق مع الجانب الأمريكي يقضي بإطلاق سراح العمال الكوريين وإعادتهم إلى بلادهم على متن رحلة خاصة بعد استكمال الإجراءات الإدارية.
شركة هيونداي أكدت أنها تلتزم بالقوانين المحلية، مشيرة إلى أن المعتقلين ليسوا موظفين مباشرين لديها، فيما أوقفت شركة LG مؤقتا حركة تنقل موظفيها لمراجعة الإجراءات.
وهذه العملية وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بأنها “الأكبر من نوعها على موقع واحد” في تاريخ وزارة الأمن الداخلي، ما يلقي بظلاله على مستقبل المصنع الذي يعد حجر أساس في استراتيجية الولايات المتحدة لتعزيز صناعة السيارات الكهربائية وتقليل الاعتماد على الصين في سلاسل التوريد.
وأما سياسيا، فقد وضع الحادث علاقات التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أمام اختبار جديد، في وقت تسعى فيه الدولتان لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
إرسال التعليق