آخر الأخبار

الاتحاد الاشتراكي بين خطاب المعارضة وحسابات التحالف

الاتحاد الاشتراكي بين خطاب المعارضة وحسابات التحالف

رصدالمغرب / عبدالكبير بلفساحي


يواصل إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التأكيد على أن حزبه يمثل “أقوى معارضة” في مواجهة حكومة عزيز أخنوش، غير أن الواقع السياسي يكشف مفارقة صارخة بين الشعارات والممارسة، خصوصا بعد أن وجد الحزب نفسه أقرب إلى مربع التحالف أكثر من خندق المعارضة.

فعندما طرح ملتمس الرقابة داخل البرلمان، كان من المفترض أن يختبر هذا الموقف “صلابة المعارضة” التي يتبناها لشكر، لكن امتناع الاتحاد الاشتراكي عن التصويت لصالح الملتمس كشف حدود هذا الخطاب، بحيث هنا يطرح سؤال مشروع، وهو هل نحن أمام معارضة فعلية أم مجرد معارضة انتخابية تستعمل لرفع السقف في الخطاب وإدارة المفاوضات السياسية؟

يرى متتبعون أن ما حدث يعكس أحد أمرين: إما أن قيادة الحزب تراهن على موقع داخل تركيبة مستقبلية مع الحكومة، وإما أن وعودا قد قدمت، لكنها في النهاية تظل مجرد وعود قد لا يملك صاحبها القدرة على الوفاء بها، حيث لخص البعض المشهد بعبارة ساخرة، وهي أن “أخنوش وعد من لا يستحق بما لا يملك”.

هذه الوضعية تعيد إلى الأذهان أزمة المعارضة المغربية عموما، حيث تذوب الحدود بين الموالاة والاعتراض، وتغيب الرؤية الاستراتيجية الواضحة، فيتحول البرلمان إلى فضاء للخطابات المتناقضة أكثر منه إلى فضاء لمساءلة الحكومة بشكل جدي.

إن حزب الاتحاد الاشتراكي، بتاريخ نضالاته وتضحيات مناضليه، كان من المفترض أن يلعب دورا مركزيا في تقوية جبهة المعارضة وصناعة بدائل واقعية للسياسات العمومية، لكن اختيار المواقف الرمادية قد يفقده ما تبقى من رصيده لدى الرأي العام، في زمن يتعطش فيه المواطنون إلى معارضة صادقة لا تساوم على المبادئ.

ويبقى السؤال مفتوحا، وهو هل يمكن أن يستعيد الاتحاد الاشتراكي مصداقية المعارضة التي يدعيها، أم أن حسابات التحالفات والمواقع ستظل هي البوصلة الحقيقية التي توجه قراراته؟

إرسال التعليق