الانوثة كمائن الموساد الناعمة ..!!

آخر الأخبار

الانوثة كمائن الموساد الناعمة ..!!

رصد المغرب / د . أنس الماحي


في عوالم الاستخبارات، لا تُقاس الانتصارات بعدد الصواريخ، بل بعدد الأسرار التي تُنتزع ، وعدد العقول التي تُخترق، وعدد “الكمائن الناعمة” التي توقع الدول العظمى في شَرَكِها دون طلقة واحدة ، ومن بين أبرز اللاعبين في هذا الفن القذر ، تأتي إسرائيل بكل براعتها في توظيف “الأنوثة” كسلاح حاد لا يُشهر إلا في الظلال.

لم يكن استخدام النساء في العمليات الاستخباراتية وليد اللحظة من “سيرينا شيم” إلى “إيلي كوهين” وحتى الجاسوسات اللاتي أغوين قادة عربًا، لا تزال إسرائيل تراهن على عنصر الإغراء والعاطفة والضعف البشري في اختراق الأنظمة المغلقة وهذا ما فعلته في إيران فخلقت شبكات تجسس ناعمة ، مموهة متعددة الجوازات متعددة الولاءات و”متعددة الأزواج”.

ليست قصة الجاسوسة الإسرائيلية التي استغلت “زواج المتعة” مع كبار القادة الإيرانيين إلا واحدة من حلقات سلسلة طويلة في أدبيات جهاز “الموساد” الذي لا يتورع عن تحويل الدين والعاطفة إلى أدوات للحصول على المعلومة. هذا الزواج الذي يفترض به أن يكون خصوصية روحية لدى الشيعة، تم تسليحه وتحويله إلى قناع استخباراتي فتزوجت الجاسوسة أكثر من قائد عسكري وسياسي، باسم الدين، بينما كانت تنقل أدق التفاصيل إلى تل ابيب

إن عملية اغتيال القائد في حماس صالح العاروري ، ثم استهداف إسماعيل هنية وعائلته، أعادت فتح علامات الاستفهام حول مدى عمق الاختراق الإسرائيلي للداخل الإيراني. ومع كشف ورش تصنيع مسيرات إسرائيلية داخل إيران ذاتها، بات الاحتمال مرعبًا فهل إيران تُدار الآن بعيون إسرائيلية من الداخل؟

لم تعد مجرد مسألة أمنية بسيطة بل انهيار في منظومة الاستخبارات المحلية ، فكيف تمر الجاسوسة عبر المطارات بجواز سفر مسلم؟ كيف تُقيم علاقات موثقة بزواج مع قادة رفيعي المستوى دون رصد؟ وكيف تُبنى ورش تصنيع طائرات مسيرة على الأرض الإيرانية ولا تُكتشف إلا بعد فوات الأوان؟! الجواب واحد الاختراق أعمق بكثير مما نتصور.

ما حدث ويحدث الآن في إيران ليس مجرد ضربة استخباراتية. إنه زلزال صامت يضرب الثقة ويكشف هشاشة المؤسسات الأمنية، ويؤكد أن الطموح النووي لا يعني مناعة داخلية.

فهل ياتري ان إيران الآن مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإعادة هيكلة أجهزتها الأمنية واستئصال الاختراقات قبل أن تنمو جذورها أكثر ..؟؟ ومطالبة بالتمييز بين الإيمان الديني والتساهل الاستخباراتي ، فكل من يرفع راية الدين ليس بالضرورة صديقًا ومطالبة بشدة بفتح ملفات التزوير في الهوية والجنسية، والتحقيق الجاد في آلية فحص الخلفيات الشخصية للوافدين، حتى من الطوائف المقرّبة ..؟؟

يمكننا القول بان إسرائيل لم تضرب إيران بصواريخ بل ضربتها بما هو أخطر بالثقة والمشاعر، والعلاقات المغلفة بالشرعية. فهل تكون هذه الهزة درسًا لإيران؟ أم أن القادم سيكون أعنف ، إن لم تُغلَق الأبواب المفتوحة أمام “جاسوسات الزواج المؤقت”؟؟

إرسال التعليق