
التصريحات المتبادلة بين وزيري خارجية قطر والسعودية خلال الدورة العادية لجامعة الدول العربية على مستوى الخارجية : دلالات وأبعاد
رصد المغرب /
شهد أحد اجتماعات وزراء الخارجية العرب مشادة كلامية أثارت ردود فعل واسعة في الأوساط الدبلوماسية والإعلامية، عندما وصف وزير الخارجية القطري إيران بـ”الدولة الشريفة”، ليرد عليه نظيره السعودي آنذاك بقوله: “هنيئا لكم بإيران!”، في مشهد يعكس التباينات العميقة في المواقف السياسية بين دول الخليج تجاه طهران ، ليتسائل المحللون هل قطر وإيران في تقارب حذر أم شراكة استراتيجية؟
إن التقارب بين قطر وإيران ليس وليد اللحظة، بل يرتبط بعوامل جغرافية واقتصادية وأمنية ، حيث يتشارك البلدان أكبر حقل غاز في العالم، وهو ما يفرض نوعا من التعاون المشترك رغم الخلافات الإقليمية ، كما أن العلاقات تحسنت نسبيا بعد الأزمة الخليجية (2017-2021)، حيث لعبت إيران دورا لوجستيا في تخفيف تداعيات الحصار على الدوحة ، مما جعل الموقف السعودي يتخد الحذر من التمدد الإيراني.
و من جانب آخر، ترى المملكة العربية السعودية في السياسات الإيرانية تهديدا مباشرا لأمن المنطقة، خاصة في ظل تدخلات طهران في شؤون عدد من الدول العربية مثل اليمن ولبنان والعراق وسوريا ، ويأتي الرد الحاد من الوزير السعودي في سياق هذه الرؤية التي تعتبر أي تودد لإيران هو خروجا عن الإجماع الخليجي والعربي ، فأين تقف قطر بين النباح والدبلوماسية؟.
يتهم بعض المراقبين قطر بأنها تغرد خارج السرب الخليجي والعربي، متهمة الدوحة بتبني سياسات خارجية منفردة لا تراعي التوافقات الإقليمية ، بينما ترد قطر بأن استقلالية القرار السياسي حق سيادي، وأنها تسعى لدور “وسيط نزيه” في ملفات معقدة إقليميا ، وهذا الجدل لا ينتهي .
الحادثة بين وزيري الخارجية تندرج ضمن سلسلة طويلة من التباينات بين الدول الخليجية حول إيران، وتعكس عمق الانقسام في الرؤى حول كيفية التعامل مع الجار الشرقي ، وبين من يرى إيران “شريفة” ومن يراها “خطرا”، ليبقى الموقف العربي متذبذبا ، بانتظار توافق قد لا يأتي قريبا.
إرسال التعليق