
الجزائر بين حقائق التنظيم وأوهام الدعاية الإعلامية
رصد المغرب /
في خضم السباق القاري نحو تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، تتوالى التصريحات والإشاعات التي تعكس حجم التوتر القائم بين الجزائر والمغرب، حيث أذاعت بعض الوسائل الإعلامية الجزائرية مؤخرا خبرا يفيد بسحب الاتحاد الإفريقي لكرة القدم تنظيم “كان 2025” من المغرب بدعوى عدم الجاهزية، في حين أن الحقيقة تشير إلى أن المغرب يسير بثبات نحو التحضيرات النهائية لاستضافة البطولة.
والمفارقة أن هذا الخبر المفبرك جاء في أعقاب قرار الاتحاد الإفريقي لألعاب القوى بسحب تنظيم البطولة الإفريقية من الجزائر بسبب عدم جاهزية المنشآت، ونقلها إلى نيجيريا، حيث ستقام في يونيو المقبل، وهو ما وضع الجزائر في موقف محرج أمام الرأي العام القاري والدولي.
وعلى ما يبدو جليا أن النظام الجزائري، من خلال إعلامه الرسمي والموجه، يسعى إلى خلق توازن وهمي في مواجهة النجاحات المتواصلة للمملكة المغربية على مختلف الأصعدة، سواء في المجال الرياضي أو الدبلوماسي أو التنموي، وهو إعلام اعتاد فبركة الأخبار والترويج لإشاعات بغرض صرف الأنظار عن الأزمات الداخلية التي تعصف بالبلاد، من انسداد سياسي وتدهور اقتصادي، وصولا إلى عزلة دبلوماسية متنامية.
وحيث أن آخر مظاهر هذا التقهقر، ما تمثل في التجاهل الروسي للقيادة الجزائرية خلال الاتصالات الثنائية الأخيرة، وكذا رفض كل من مصر وموريتانيا المشاركة في المناورات العسكرية التي كانت الجزائر تعول عليها لاستعراض حضورها الإقليمي.
إن اللجوء إلى الأخبار الزائفة يعكس حالة من الارتباك وفقدان البوصلة لدى النظام الجزائري، الذي يبدو أنه لا يملك اليوم أدوات فعلية لمنافسة المغرب إلا عبر منصات إعلامية مشبوهة، تعتمد على التهويل والافتراء بدل الحقائق والمعطيات.
إرسال التعليق