الجزائر تقترح الحكم الذاتي على جمهورية القبائل المستقلة خوفا من الانفصال التام

رصد المغرب / باريس

في تطور سياسي لافت، كشفت مصادر مطلعة عن شروع النظام العسكري الجزائري في محادثات سرية مع حكومة جمهورية القبائل المستقلة، وذلك في محاولة لاحتواء تداعيات إعلان الاستقلال الرسمي الذي تم يوم 20 أبريل 2024 أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، من قبل زعيم حركة “الماك” فرحات مهني.

ووفقا للمصادر ذاتها، عرضت السلطات الجزائرية على حكومة فرحات مهني خيار الحكم الذاتي الموسع تحت السيادة الجزائرية، كحل تفاوضي بديل عن الاستقلال الكامل الذي تسعى إليه حكومة القبائل، مستندة إلى حق تقرير المصير الذي يكفله القانون الدولي.

وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية على النظام الجزائري، الذي يواجه عزلة خانقة نتيجة سياساته الخارجية العدائية، مما أدى إلى توترات غير مسبوقة مع عدد من جيرانه، خاصة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

وكانت جمهورية القبائل، بقيادة مهني، قد حققت خلال الأشهر الماضية اختراقات دبلوماسية ملموسة، أبرزها اعتراف رمزي متزايد من بعض الهيئات الدولية بحقها في تقرير المصير، إلى جانب نجاحها في إيصال قضيتها إلى المنابر الدولية الكبرى، الأمر الذي أربك حسابات الجزائر الرسمية.

ويرى مراقبون أن اقتراح الحكم الذاتي يمثل محاولة يائسة من النظام الجزائري للحفاظ على وحدة الدولة، وتفادي السيناريوهات الأسوأ، خاصة في ظل ما تعيشه المنطقة من تحولات جيواستراتيجية متسارعة.

وفي انتظار رد حكومة القبائل على هذا العرض، تبقى الأوضاع مفتوحة على كافة الاحتمالات، في ظل تمسك حركة الماك بمطلب الاستقلال الكامل، ورفضها لأي حلول وصفتها في السابق بـ”الترقيعية”.