الجزائر تلجأ إلى ورقة بولتون بعد اتساع دائرة الاعتراف بالحكم الذاتي في الصحراء

آخر الأخبار

الجزائر تلجأ إلى ورقة بولتون بعد اتساع دائرة الاعتراف بالحكم الذاتي في الصحراء

رصد المغرب /

بينما تواصل الولايات المتحدة تأكيد دعمها لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل جاد وذي مصداقية لقضية الصحراء، وفي ظل التنامي المتسارع لعدد الدول المؤيدة لهذا الخيار، تجد جبهة البوليساريو نفسها في موقع دفاعي أكثر من أي وقت مضى، وسط دعوات متزايدة لتصنيفها كمنظمة إرهابية نتيجة ممارساتها وانعدام آفاقها السياسية.

وفي المقابل جاء رد الفعل الجزائري باهتا ومربكا، حيث أعادت الجزائر تفعيل إحدى أوراقها القديمة في واشنطن في شخص جون بولتون، وهو مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، الذي خدم في مناصب رفيعة لفترات متقطعة، وكان محل انتقاد لاذع من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي وصفه علنا بأنه “أحد أغبى الأشخاص في واشنطن”.

إنه بولتون، ومن خلال مقال رأي نشر في صحيفة واشنطن تايمز، أعاد ترديد مواقف مناصرة لجبهة البوليساريو، مهاجما المبادرة المغربية، ومتبنيا خطابا بعيدا عن التوازن والدقة، بل ومليئا بالتناقضات، وهو ما أثار استغراب المراقبين حول أهدافه الحقيقية من هذا التدخل المتأخر.

فالمقال بدا خارج السياق السياسي الدولي الراهن، ويفتقر إلى الترابط والمصداقية، ما يعكس – ربما – حالة من الإرباك داخل دوائر صنع القرار في الجزائر، التي يبدو أنها لم تجد بديلا سوى اللجوء إلى خدمات لوبيات الضغط في واشنطن، وفي مقدمتها مجموعة BGR التي تستفيد من عقد سنوي مع الحكومة الجزائرية بقيمة تقدر بـ720 ألف دولار.

وتشير بعض التحليلات إلى أن هذه المبادرة قد تكون ثمرة لجهود السفير الجزائري لدى واشنطن، صبري بوقادوم، بإيعاز مباشر من أجهزة الدولة الجزائرية، في محاولة لإحياء خطاب تجاوزه الواقع الدبلوماسي الإقليمي والدولي.

وفي نهاية المطاف، يتضح أن الجزائر، التي لا تملك بدائل حقيقية ولا تصورات واقعية للحل، تكتفي بإنفاق أموال طائلة على حملات ضغط إعلامي ودبلوماسي لن تغير من معطيات الميدان ولا من قناعة المجتمع الدولي، الذي بات يدرك أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل الحل الأكثر واقعية واستقرارا للمنطقة.

إرسال التعليق