الجزائر في قلب العاصفة ” أزمة داخلية وعزلة دبلوماسية متفاقمة “

رصد المغرب / عبد الله السعدي

يتخبط النظام الجزائري في واحدة من أعقد أزماته السياسية والدبلوماسية منذ سنوات، وسط مؤشرات متزايدة على تراجع ثقله الإقليمي والدولي ، فقد توالت الضربات التي مست علاقاته بعدد من القوى الفاعلة، مما كشف عن عزلة متنامية تضع البلاد أمام تحديات غير مسبوقة على المستويين الداخلي والخارجي.

فعلى الصعيد الدبلوماسي ، تواجه الجزائر انتقادات بشأن مواقفها من عدة قضايا إقليمية ، أبرزها علاقاتها المتوترة مع الجارة المغرب ، والمواقف غير المتسقة من ملفات الساحل والصحراء ، فضلا عن فتور علاقاتها مع بعض الدول الأوروبية التي كانت تعد تقليديا شريكة استراتيجية لها.

وأما داخليا، فالوضع لا يقل تعقيدا ، فقد تشهد البلاد حالة من الانسداد السياسي، مع تراجع ثقة الشارع في المؤسسات، واستمرار الاعتقالات في صفوف النشطاء والمعارضين، ما يثير مخاوف من تدهور مناخ الحريات وحقوق الإنسان ، كما تواجه الحكومة تحديات اقتصادية حادة رغم تحسن مداخيل الطاقة، وسط بطء في تنفيذ الإصلاحات الموعودة واحتقان اجتماعي متنام.

ويرى مراقبون أن الأزمة التي تمر بها الجزائر ليست ظرفية، بل هي انعكاس لتراكمات طويلة من السياسات غير المستقرة، والاعتماد على حلول ظرفية بدل المعالجات الجذرية ، ويؤكد هؤلاء أن استعادة المصداقية الإقليمية والدولية تبدأ بإصلاح سياسي حقيقي، وانفتاح على قوى المجتمع، وعودة قوية للدبلوماسية الجزائرية في محيطها العربي والأفريقي.