آخر الأخبار

الجزائر في مواجهة أزمة دبلوماسية جديدة مع تركيا بسبب ورقة “الأكراد”

الجزائر في مواجهة أزمة دبلوماسية جديدة مع تركيا بسبب ورقة “الأكراد”

رصدالمغرب / عبدالصمد الشرادي


تبدو الجزائر وكأنها تكرر نفس الأسلوب السياسي الذي اعتمدته طيلة عقود عبر استغلال أوراق حساسة في علاقاتها الخارجية، غير أن هذه المرة جاءت الخطوة أكثر إثارة للجدل، بعدما تورطت – وفق مصادر إعلامية – في استقبال مجموعات كردية داخل مخيمات تندوف رفعت شعارات معادية لتركيا، مطالبة بالانفصال.

التحركات التي شهدتها بعض المخيمات أثارت استياء أنقرة، باعتبارها تتقاطع مع أكثر القضايا حساسية في الداخل التركي، إذ ينظر إلى أي دعم أو احتضان لنشاطات كردية انفصالية كتهديد مباشر للأمن القومي التركي.

وبحسب متابعين، فإن إقدام الجزائر على هذه الخطوة يعكس محاولة جديدة للضغط على تركيا أو على الأقل توجيه رسائل سياسية في إطار لعبة التوازنات الإقليمية.

من شأن هذا المستجد أن يعقد العلاقات الجزائرية – التركية، التي عرفت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، حيث يؤدي التوتر الحالي إلى تجميد مشاريع مشتركة أو إلى مراجعة المواقف في ملفات إقليمية تتطلب عادة تنسيقا وثيقا بين البلدين.

ويرى محللون أن اعتماد الجزائر على أوراق حساسة تخص دولا أخرى، سواء عبر ملف الصحراء أو عبر بوابة الأقليات، يضعها باستمرار في مرمى الانتقادات الدولية، لأن الممارسات المرتبطة بمخيمات تندوف لم تعد مقتصرة على قضية الصحراء، بل امتدت لتصبح منصة لتصفية حسابات سياسية مع دول إقليمية.

وفي الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة إلى شراكات قوية لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، يظل الانزلاق إلى توظيف أوراق الانفصال والعرقية خيارا محفوفا بالمخاطر،  لأن تركيا مثل غيرها من الدول، تعتبر الملف الكردي خطا أحمر، وأي محاولة للعب بهذه الورقة قد تفتح جبهة توتر دبلوماسي جديد، يزيد من عزلة الجزائر في محيطها الإقليمي.

إرسال التعليق