الجهاديات الفرانكفونيات: بلجيكا وفرنسا من كتاب عاشقات الشهادة

آخر الأخبار

الجهاديات الفرانكفونيات: بلجيكا وفرنسا من كتاب عاشقات الشهادة

رصد المغرب/ابو رمان وحسن هنية  

اكتشفت الشرطة الفرنسية صباح يوم أحد (4 سبتمبر/أيلول 2016) سيارة محملة بأسطوانات غاز، مع وجود سيجارة بالقرب منها، فشلت في إشعالها، بجوار كارثدرائية نوتردام في العاصمة باريس. تبين لاحقاً أنّ الهدف كان القيام بتفجير كبير، تتلوه عمليات كبيرة، في محطة القطار الفرنسية ومرافق أخرى. لكن المفاجأة تمثّلت بأنّ من يقف وراء هذه المخطط هي خلية نسائية (تتكون من أربع نساء).

اعتُبرت إيناس مدني (19 عاماً)، المعروفة بآرائها المؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية، وابنة صاحب السيارة (المفخخة) “العقل المدبّر” لهذه المجموعة، وقد حاولت مقاومة الاعتقال وجرحت شرطياً فرنسياً بسكين، خلال عملية المداهمة، التي أدت إلى إلقاء القبض عليها مع شريكتين لها لاحقاً، بوسي سانت-أنطوان على بعد 25 كلم جنوب شرق باريس.وتبين أنّ مدني كانت تحمل رسالة ولاء ومبايعة لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبي بكر البغدادي، كما أوضح مدعي عام باريس فرنسوا مولانس[1].

ليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها امرأة في عملية إرهابية، مرتبطة بأجندة تنظيم الدولة، لكنّها في هذه المرّة لم تكن فرداً، بل “خلية نسائية”، وقد أصبح وجود اسم امرأة أمراً مألوفاً في الشهور الماضية في العمليات التي وقعت في فرنسا، وفي وسط التيار المؤيد لتنظيم الدولة الإسلامية، في كل من فرنسا وبلجيكا؛ حيث توجد جالية مسلمة كبيرة، تواجه ظروفاً متشابهة، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ما خلق نوع من التواصل بين مناصري التنظيم في الدولتين.

قبل إيناس مدني كان هنالك صدمة في الأوساط الإعلامية والشعبية الفرنسية عندما تمّ الحديث عن أول انتحارية، حسناء آية بولحسن، عند محاصرة الشقّة، التي تحصّن فيها عبد الحميد أبا عود (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) في حيّ سان دومي في باريس، وهو – كما يُعتقد- العقلُ المخطط لهجمات باريس ( 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015). وقد تبيّن لاحقاً بأنّ حسناء لم تكن الانتحارية، وأنّها قُتلت خلال المواجهة المسلّحة، لكنّ الأغرب كان أنّ سيرتها الذاتية كانت أبعد ما تكون عن التديّن، إلى شهور قليلة فقط قبل مقتلها مع أبا عود وأعضاء في تنظيم الدولة!

خلال الأعوام الماضية تكاثرت الأخبار والتقارير التي تتحدث عن حضور المرأة، في كل من فرنسا وبلجيكا، في أنشطة مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، مع تنوع أدوارها، بين التجنيد والدعاية عبر شبكة الإنترنت، والقيام بعمليات التجنيد، ثم المشاركة في عمليات إرهابية داخلية، أو الانتقال إلى العراق وسوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة هناك.

وفقاً لتقديرات رسمية، فرنسية وبلجيكية، فإنّ أعداد النساء المنخرطات في تنظيم الدولة من هاتين الدولتين، من أعلى النسب غربياً، وربما عالمياً، إذ تحدّث تقرير أمني فرنسي عن قفزة كبيرة في أعداد الفرنسيات المهاجرات إلى أراضي التنظيم، من 10% من أعداد الفرنسيين هناك (2013) إلى 35% في ديسمبر/ كانون الأوّل من العام 2015، فبلغ العدد الكلي بذلك 220 امرأة، فيما تبيّن أنّ ثُلث  هؤلاء النساء هن من الفرنسيات اللواتي اعتنقن الإسلام. كما أنّ هنالك 59 امرأة وُجّهت لهن التهمة بقضايا تتعلق بالإرهاب من أصل 280 فرداً في فرنسا، بحسب مدّعي عام باريس فرنسوا مولانس[2]. أمّا في بلجيكيا فإنّ الأرقام تشير إلى وجود 104 امرأة من أصل 614 بلجيكي (حتىأغسطس/آب 2016) توجّهوا إلى أراضي التنظيم[3].

سنتناول في هذا الفصل بعض النماذج القديمة والجديدة في كل من بلجيكا وفرنسا، لكّنها جميعاً تعود إلى نساء من أصول مغاربية عربية، وإن كان هنالك نماذج أخرى، فرنسية، مثلما هي الحال مع الفتاة الفرنسية الملقبة بـ”أم الزهراء” (مايفا 21 عاماً)، التي اعتقلتها الشرطة الفرنسية فور عودتها من العراق، واتّهمت بقيامها بدور في تجنيد الفرنسيات وإقناعهن بالذهاب إلى هناك[4]. وكذلك الحال مع أورنيلا جيلمان (Ornella Gilligman)، 29 عاماً، وأم لثلاثة أبناء، وقد اعتُقلت ضمن خلية “إيناس مدني”، وكانت تحاول سابقاً الهجرة إلى سوريا. وهنالك أيضاً سارة هورفويت Sarah Hervouët، 23 عاماً، من الخلية نفسها[5].

اخترنا ثلاثة نماذج، ممن وجدنا تفاصيل أكثر عن حياتهن الشخصية واستطعنا التقاط لحظات التحول التي حدثت لهن، الأولى هي مليكة العرود، وتعتبر نسبياً من الجيل القديم، المرتبط بتنظيم القاعدة، وإن كانت قد أصبحت مؤيدة لتنظيم الدولة لاحقاً، والاثنتين الأخرتين هما حياة بومدين وحسناء آية بولحسن، اللتان تتشابهان كثيراً في معالم تجربتهما مع تنظيم الدولة، وإن كان مصيرهماقد اختلف لاحقاً!

 

1.مليكة العرود.. أميرة القاعدة في أوربا! 

تعتبر مليكة العرود، أحد أبرز الوجوه المعروفة في النسائية الجهادية العالمية، تقضي حالياً مدّة سجنها، منذ ديسمبر/كانون الأول 2008، في بلجيكا، بعد أن حُكم عليها بثمانية أعوام.وقد قرر القضاء البلجيكي، في شهر سبتمبر/ أيلول 2015، إسقاط الجنسية البلجيكية عنها، لقيامها بأعمال تخل بواجبات المواطنة، وصادقت المحكمة الدستورية على هذا الحكم[6].

حازت على ألقاب عديدة في الإعلام الغربي؛ مثل “الملكة”، “أخطر امرأة في أوروبا”، “وجه القاعدة النسائي الأوربي”، “ماما القاعدة في أوروبا”، “التطرف الناعم”، “الأسطورة الحيّة”، لتاريخها الطويل مع القاعدة منذ العام 2001، ثم لدورها الكبير على شبكة الإنترنت في الدفاع عن القاعدة، والدعوة إلى “القتال” والتجنيد، بصورة علنية وصريحة، عبر المواقع الإلكترونية التي تديرها وتجتذب مئات من المتابعين[7].

أجرى القاضي جان لوي بروغريير، المتخصص في قضايا مكافحة الإرهاب في فرنسا، في ذلك الحين مقابلة مع العرود لأن المحققين اشتبهوا في أنها شحنت إلى زوجها معدات إلكترونية استخدمت في القتل. ووصفها قائلاً: “إنها راديكالية جداً، وخبيثة جداً وخطيرة جداً”. فيما قال عنها غلين أودينارت، مدير قوة الشرطة الاتحادية البلجيكية،إن: “جهادها ليس قيادة عملية ولكنهإلهام للآخرين لشنّ الجهاد. وتتمتع بالحماية التي توفرها بلجيكا. وفي الوقت نفسه فهي خطر محتمل”. أمّا كلود مونيكيه، رئيس مركز الاستخبارات والأمن الاستراتيجي الأوروبي (ومقره بروكسل) فوصفها بأنّها ” نموذج ورمز، بلغت من الشجاعة إلى حد استخدام اسمها الحقيقي، وهي تلعب دوراً استراتيجياً بالغ الأهمية كمصدر للإلهام. إنها ذكية جداً، وخطرة للغاية”.

وُلدت مليكة العرود في طنجة في العام 1960، وعاشت في كنف جدتها، قبل أن تلتحق بأسرتها في بروكسل في العام 1965. والدها عامل، ولديها أربعة من الأخوة والأخوات. ولأنّها من أسرة محافظة، فقد كان والداها يقيدان خروجها، وهي صغيرة. لم تكن متفوقة في المدرسة (على خلاف معظم النماذج التي استعرضناها)، فلم تكمل تعليمها، وبعدما وصلت إلى سنّ أكبر، بدأت تتمرّد على العائلة، وتخرج مع شقيقها، فعرفت لاحقاً حياة الليالي والسهر، والمخدرات والمشروبات الكحوليّة، واندمجت بالمجتمع البلجيكي، في أوساط الليل والشباب، وحملت دون أن تتزوج وعمرها 18 عاماً، وأنجبت طفلة، ولم يفلح زواجها لمدة عامين بعد ذلك، فتطلّقت[8].

حدثت نقطة التحول نحو التديّن في حياتها عندما كانت في غرفتها، تشعر بالضجر من حياتها، وتقلب الإذاعة، فاستمعت للقرآن الكريم، وشعرت بالارتياح، مع أنّ لغتها العربية كانت – وما تزال- ضعيفة جداً. ثم بدأت منذ تلك اللحظة بالتعرف على الدين، وأصبحت ترتاد المركز الإسلامي، وبدأت مسار التدين والحفاظ على الصلاة، والتعرّف على الأوساط الإسلامية في بلجيكا، فيما كانت قبل ذلك مرتبطة بصداقاتها بالبلجيكيين عموماً[9].

لكن جذور التحوّل نحو السلفية الجهادية جاءت مع العام 1991 (أي عندما كان عمرها قرابة 31 عاماً)، وتروي هي قصة ما حدث معها ” هداني الله بعد ذلك. كنت في هذه الفترة راشدة ولدي بنت. انطلاقاً من هذه المدة كنت أحاول البحث والتعرف أكثر، وهو الأمر الذي قربني من طائفتي. كان ذلك خلال سنة 1991، ما جعلني أتابع بشكل أكبر الأحداث الدولية. كنت أرى أن لا شيء تغير في القضية الفلسطينية، وبعد ذلك اكتشفت الحرب في الشيشان وكان نفاق المجتمع الدولي يتضح ويرتسم أكثر في داخلي. الأمر الذي جعلني أكتشف أنني أنتمي إلى أمة تتم محاربتها منذ مجيء الإسلام. كنت أجهل كل شيء عن تاريخ المسلمين، وهو الأمر الذي جعلني أحس بالذنب. ولهذا قمت بالبحث إلى أن لم يتبق لديّ أي شك في داخلي: الحرب ضد الإسلام والمسلمين لن تتوقف أبداً. ومع مرور السنوات كنت ألاحظ بأنها تتطور. اليهود في فلسطين، الروس في الشيشان وأفغانستان، بالإضافة إلى الحصار في العراق الذي توفى فيه حوالى مليون طفل، ولم يحرك هذا الأمر ساكنا في الرأي العام الدولي”[10].

تعرّفت مليكة خلال تلك الفترة على عبد الستار دحمان، وهو شاب تونسي، ولد في العام 1962، وأنهى دراسة الإعلام، تخصص تلفزيون في معهد الإعلام في تونس، ثم هاجر إلى بلجيكا ليدرس في إحدى الجامعات، قبل أن يبدأ بالتأثر بأفكار مجموعة من الجهاديين هناك. والتقى بعد ذلك بمليكة، فتزوجا في العام 1999، لينتقل بعدها إلى أفغانستان، ويخوض دورة تدريب، في العام 2000. بعد سبعة أشهر من انتقاله إلى أفغانستان، دعا زوجته مليكة للحاق بها، ووصلت إلى أفغانستان قبل شهور قليلة من أحداث 11 سبتمبر 2001، وسكنت مدينة الطيبين في منازل على نهر كابول مع نساء مقاتلي القاعدة هناك[11].

كان زواجها من دحمان، وانتقالها إلى أفغانستان، بمثابة نقطة تحول أخرى في حياتها، إذ وجدت نفسها في تلك البيئة، وشعرت بالراحة والانسجام معها، كما حصل سابقاً مع المغربية فتيحة المجاطي، التي تتشابه قصتها في فصول كثير منها مع قصة العرود. لكنّ تلك “المرحلة الذهبية” من حياتها لم تستمر طويلاً، إذ كُلّف زوجها بمهمة خطيرة وسرية، وهي اغتيال أحمد شاه مسعود، القائد الطاجيكي الأفغاني المعروف، فكان أن تقمص دور مراسل صحافي يريد أن يقوم بمقابلته، وما أن بدأ مع رفيقه بالمقابلة، حتى فجّرا الكاميرا المفخخة بمسعود، وقضى زوجها على يد حرس الأخير.

أخبرها زوجها قبل أيام من عمليته، التي وقعت قبل يومين من أحداث 11 سبتمبر، بأنّه قد لا يعود، ولا يراها مجدداً، ولم تعلم بمقتله إلاّ في اليوم التالي لأحداث سبتمبر، من خلال إحدى صديقاتها، وقُدّمت لها رسالته الصوتية الموجّهة لها، ووصيته بعد مقتله، وأعادتها عشرات المرات، فهي تعترف بأنّها كانت تحبه كثيراً وتصفه بالمهذب والخلوق.

بعدما وقع الهجوم الأمريكي على أفغانستان، هربت مليكة مع عدد من نساء القاعدة بأوامر قيادتها، إلاّ أنّها وقعت في يد قوات شاه مسعود، واعتُقلت هناك مدة 19 يوماً، شعرت خلالها، كما تتذكر بالقلق الشديد، واستعانت بجنسيتها البلجيكية وبالحكومة البلجيكية للإفراج عنها. لكنّ المسؤولين البلجيكيين يتهمنونها بالخداع، لأنّها وعدتهم بالتعاون ولم تف بوعودها، وهو ما تنكره تماماً[12].

لمّا عادت أجريت لها محاكمة مع آخرين بتهمة مشاركتها باغتيال مسعود، لكنّها استطاعت أن تقنع المحكمة بعدم مشاركتها أو تورطها بتلك العملية[13].

ومنذ تلك اللحظة، أي عودتها من أفغانستان، بدأت “نقطة تحول” أخرى في حياة مليكة، فقد اكتسبت لقب “أرملة الشهيد”، وهو اللقب الذي تعتز به، ونقلت جهودها إلى الجانب الإلكتروني، إذ أصبحت تدير مواقع إلكترونية تدعو إلى الجهاد والقتال ومواجهة الأميركيين والغربيين في الحرب العراقية، وقبل ذلك الأفغانية. وبدأت تأخذ، بسبب صراحتها وجرأتها في طرح ما تراه من أفكار، شهرة واسعة في أوساط الجهاديين والإعلاميين.

انتقلت في العام 2003 من أفغانستان إلى قرية سويسرية، مع زوجها الجديد التونسي، معز غرسلاوي (مواليد العام 1967)، هو شاب تونسي، كان يعمل بائعاً للبُسُط في سويسرا، ينتظر اللجوء السياسي، لكنّه تعرف عبر مواقع الدردشة على مليكة العرود، واتفقا على الزواج، فانتقلت إلى سويسرا هناك، وبدأت مع زوجها الجديد بإدارة مواقع إلكترونية تؤيد القاعدة بوضوح[14].

اعتُقل الزوجان في العام 2005، بسبب نشاطهما الإلكتروني المؤيد للقاعدة، واعترفا بأنّهما يديران تلك المواقع، لكنّهما ليسا مسؤولين عن كل ما ينشر فيهما. وتم الحكم عليها بأربعة شهور، دون تنفيذ الحكم، فيما أفرج عن زوجها غرسلاوي بعد 21 يوماً.قررت مليكة العودة، بعد ذلك، إلى بلجيكا، فيما اختفى زوجها الجديد، ليظهر بعد أعوام عدة. في ذلك الوقت، زادت شهرة مليكة في أوساط الإعلام والجهاديين، وأصبحت تلقب بأميرة القاعدة في أوروبا و”الأرملة السوداء”. وكان الإعلام الغربي يتسابق إلى اللقاء بها، من صحف عالمية مشهورة إلى محطات تلفزة مثل السي إن إن، وكان  اللقاء بها يتم مقابل مبالغ مالية، فيما كانت تتقاضى 1100 يورو شهرياً من الحكومة البلجيكية، كبدل عدم عمل[15].

أصبح نشاطها الإلكتروني مزعجاً أكثر للحكومة البلجيكية والدول الغربية، وباتت تمثل في نظر الأجهزة الأمنية خطراً على الأمن الأوروبي لدورها في الدعاية والتجنيد الإلكتروني لصالح تنظيم القاعدة، وإعلانها بصراحة تأييدها للتنظيم وللجهاد وعدائها للأوروبيين. واعتقلت مرات عديدة، لكن القضاء كان يبرؤها؛ ومن ذلك اتهامها بالمشاركة في مؤامرة محاولة تهريب لاعب كرة القدم التونسي، فواز الطرابلسي، المطلوب قضائياً، لدعمه الإرهاب.وأخيراً، تم اعتقالها مع خلية في ديسمبر/ كانون الأول في العام 2008، وحكم عليها في العام التالي بالسجن لثمانية أعوام، ثم، في سبتمبر/ أيلول 2015 تم إسقاط الجنسية البلجيكية عنها[16].

قُتل زوجها الثاني، معز غرسلاوي، في العام 2012 في منطقة وزير ستان بقصف جوي أميركي، بعد أن ثبت دوره في تجنيد أعضاء وتدريبهم للقيام بعمليات في فرنسا وأوروبا. وكانت مليكة قد نشرت كتابين، الأول مع محررة بلجيكية “زوجها قتل شاه مسعود” والثاني “محاربو الضياء”[17].

إنّ السؤال الذي يفرض نفسه في قصة العرود، هو إلى ماذا كانت تركن وهي تخوض معركة الدعاية والولاء لتنظيم القاعدة، المنظمة الإرهابية، في القوانين الأوروبية، وهي تعيش في تلك الدول وتنال راتباً شهرياً منها؟

الجواب على ذلك تقدمه مليكة نفسها، إذ تصرّ على أنّها لا تخالف القوانين البلجيكية، وأنّها تتحدث عن المقاومة المشروعة، ولذلك فقد تتركها الحكومة البلجيكية، أما إذا اعتقلتها (وهذا ما حدث لاحقاً، وتم تجريدها من جنسيتها البلجيكية) فإنّها – أي مليكة- تثبت بذلك عدم مصداقية الحكومات الغربية وتناقضها مع نفسها.

من زاوية أخرى، نلاحظ بروز اللغة النسوية الجهادية في خطاب العرود، فهي تتحدث عن دورها بافتخار، وتضع النساء الجهاديات في موقع موازٍ، بصورة غير مباشرة، في المهمات المطلوبة للرجال، فهي تصف نفسها بأنّها “امرأة مجاهدة تعمل لصالح تنظيم القاعدة”، وتقول “الرجال في الإسلام عادة أقوى من النساء، لكنني أثبت أن خوف الله هو المهم ولا أحد سواه. والمهم أيضاً أنني امرأة وهناك رجال لا يريدون التحدث حتى لا يتورطوا في المتاعب. وحتى عندماأتورط شخصياً في المتاعب، فأنا أتحدث”[18].

 

  1. حياة وحسناء.. النسائية الجهادية الجديدة

تمثّل مليكة العرود الجيل القديم في تنظيم القاعدة، فالمرأة التي تقبع في سجن في بلجيكا، وسحبت منها الجنسية البلجيكية على مشارف الـسابعة وخمسين من عمرها. بينما يبدو الجيل الجديد، من الجهاديات الأوروبيات، منسجماً في بعض سماته ومختلفاً في أخرى عن الجيل السابق.

لدينا نموذجان واضحان على النسائية الجهادية الجديدة، ذات الصيغة الداعشية، الأول هو نموذج حياة بومدين، وهي زوجة الفرنسي من أصل سنيغالي، أميدي كوليبالي، الذي قام بقتل شرطية فرنسية في يناير/كانون الثاني 2015، ثم احتجز رهائن في متجر يهودي، وقتل منهم أربعة، قبل أن يتم قتله من قبل الشرطة الفرنسية، بالتزامن مع مطارة الشقيقين سعيد وشريف كواشي، اللذين قاما بتنفيذ عملية قتل صحافيين في صحيفة شارلي أيبدو، قبل أن تتم محاصرتهما وقتلهما من قبل الشرطة الفرنسية لاحقاً[19].

اتهمت السلطات الفرنسية حياة بومدين بالمشاركة مع زوجها كوليبالي في الإعداد لعملية خطف الرهائن، وأصبحت، بعد مقتله، “المطلوبة رقم 1” في فرنسا.ثمّ ظهرت الأنباءبأنّها سافرت، بطلب من زوجها، قبل أيام من وقوع العملية، إلى الرقة السورية، عبر الحدود التركية، برفقة جهاديين فرنسيين. ثم ظهرتوهي مسلّحة،في صورة إلى جوار جنود من تنظيم الدولة الإسلامية، قبل أن تتحدث مع أهلها لاحقاً في شهر أبريل/نيسان من العام نفسه، لتخبرهم بأنّها في سوريا، وأنّها لم تشارك في عملية احتجاز الرهائن التي قام بها زوجها.

ليس واضحاً بعد، لماذا طلب منها زوجها المغادرة إلى الرقة، إذا لم تكن مشاركة بالعملية. مع ذلك فإنّ المؤشرات تؤشر على أنّها بدأت تتأثر بالفكر السلفي الجهادي، عن طريق زوجها، الذي تأثر بدوره بهذا الفكر، خلال مدة المحكومية التي قضاها في سجن في فرنسا، على خلفية قضايا السرقة والمخدرات، والتقى فيه بالأخوين كواشي[20].

وُلدت حياة بومدين في العام 1988،وعاشت طفولة صعبة وتراجيدية، فقد توفيت والدتها وعمرها 6 أعوام، ولأنّ والدها لم يكن مقتدراً مالياً على تأمين عائلته، فقد كان يعمل في نقل المفروشات، فقد انتقلت هي وأشقاؤها الستة إلى دار للرعاية الاجتماعية، وأمضت فيه طفولتها إلى مرحلة الشباب، حتى أصبحت تعمل بعمل قليل الأجر، كمحاسبة في أحد المتاجر في باريس[21].

كانت على علاقة بأميد كوليبالي قبل دخوله السجن في العام 2005، وكان غير متدين، لكنّه عندما خرج من السجن في العام 2009، بدا رجلاً مختلفاً بالكلية، عما سبق، وأثّر بصورة عميقة على حياة التي تركت المتجر الذي كانت تعمل به، ولبست النقاب، وبدأت مع رفيقها رحلة التحول الجذري في حياتها، إذ كانت غير متدينة، لا تتحرج أن تلبس الملابس الغربية، بما فيها ملابس السباحة (البكيني)، ثم أصبحت تتدين وتحاول التعرف على أحوال المسلمين وبدأت تنخرط في تلك الأجواء مع زوجها[22].

تزوجت حياة من أميد عرفياً في عام خروجه من السجن 2009،  وبدأت بعدها بلبسالحجاب والالتزام بالملابس الإسلامية، وزارت معه الجهادي المعروف جمال بيغال، الموضوع تحت الإقامة الجبرية في جنوب فرنسا. وعندما تم التحقيق معهما، أشارت إلى أنّها كانت زيارة عادية للترفيه، وكان الثلاثة (هي وزوجها وبيغال) قد التقطوا صورة تذكارية[23].

لكن كوليبالي ما لبث أن دخل السجن على خلفية محاولته تهريب جهاديين متهمين بقضايا إرهاب في فرنسا، ثم خرج في العام 2014، وعاشا معاً حياة هادئة، كما يقول الجيران، قبل أن يظهر زوجها في أحداث باريس، وتختفي هي من فرنسا، لتظهر بعد ذلك في أراضي تنظيم الدولة[24].

هذه هي معالم التحوّلفي حياة بومدين، فهنالك تأثير كبير وواضح لزوجها كوليبالي على شخصيتها وأفكارها. وقد أجرت مجلة “دار الإسلام”، التي يصدرها تنظيم الدولة، باللغة الفرنسية لقاءً مع حياة بومدين عند وصولها إلى سوريا، وكان العدد مخصصاً للحديث عن أحداث باريس، وقالت إنّ زوجها كان يتوق “للذهاب إلى أرض الخلافة”. وأعربت عن فرحتها بوجودها في أراضي التنظيم، قائلة “جميل أن تعيش في أرض يطبق فيها شرع الله”.وخاطبت المسلمين قائلة ” أطلب منهم جميعاً الاعتزاز بأنفسهم، فهم قادرون على فهم القرآن والسنة، وليسوا بحاجة إلى رأي الإمام أو عالم الدين، فالأمر في غاية الوضوح والبساطة، ولا يستدعي جهداً خاصاً لفهم الدين، ومقتضياته”.

ونصحت النساء بالقول ” كنّ قويات ومعطاءات، لا تعقّدن الأمور عليهم، واعلمن أن المؤمنين لم يكونوا لينشروا الإسلام كما فعلوا منذ ظهوره لولا دعم النساء من زوجات وأخوات وبنات لهم”، وأضافت: “تعلمن الدين، طالعن القرآن وطبقن ما جاء به”[25].

أمّا النموذج النسائي الجهادي الجديد الثاني فهي حسناء آية بولحسن، وهي فرنسية من أصول مغربية، عُرف اسمها في الأخبار صباح يوم الأربعاء (18 نوفمبر/تشرين الثاني 2015)، ونالت شهرة واسعة عالمياً خلال عملية مداهمة شقّة، في حيّ سان دومي في باريس، التي تحصّن فيها عبد الحميد أبا عود، الجهادي البليجيكي من أصول مغربية، وهو أحد أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية، الذي اعتُبر من المخططين والمسؤولين عن العمليات التي وقعت في باريس لهجمات باريس (في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015)، وكان يُعتقد بأنّها الانتحارية التي رمت بنفسها على قوات الأمن المحاصرة، ليتبين بعد ذلك أنّها كانت موجودة ومقتولة في الشقة، وأنّها ليست هي الانتحارية المفترضة[26].

لم يسمع العالم قبل ذلك باسمها، ذلك أنّها لا تمتلك أي سجل في الانتماء إلى هذه الجماعات الجهادية، ولم تسّجل لها أنشطة في هذا الخصوص، بل كانت تعيش حياة مناقضة تماماً لتلك النهاية.فقد حازت في الأوساط التي تعرفها عن قرب على لقب “فتاة الكابوي”، لارتدائها قبعة شبيهة برعاة البقر، ولم تتعدّ فترة تديّنها وتحولها إلى الاتجاه الراديكالي سوى بضعة أشهر، وفق أغلب التقارير، وعامين وفق بعضها[27].

وُلدت حسناء محمد آية الحسن، في إحدى ضواحي باريس، في العام 1989. والدها مهاجر مغربي، من مدينة آيت أورير، القريبة من مراكش. انتقل إلى فرنسا في العام 1973، بعد أن طلق زوجته الأولى، وله منها عدد من الأبناء، ثم تزوج أخرى، وأنجب منها حسناء وشقيقين لها، قبل أن ينفصلا لاحقاً[28].

عاشت حسناء بولحسن حياة قاسية، لم تجد الحب وعانت من الأزمات العائلية، التي انتهت بطلاق والدتها ووالدها، كما يقول مقربون من العائلة. فتولت تربيتها أسرة أخرى بالتبني، واستمرت على علاقة مع والدتها، فيما فضّل والدها قبل أعوام، العودة إلى المغرب،مسقط رأسه، والاستقرار هناك، بعد سنّ التقاعد[29].

تتفق جميع التقارير وجميع من يعرفونها على أنّها قضت أيامها، في مرحلة المراهقة والشباب،في شرب الكحول والمخدرات والدخان، والرقص والسهر. وكانت، كما يروي من يعرفها، متحررة تماماً من أية قيود دينية أو ثقافية، إلى أن بدأت التغيرات الأخيرة تظهر عليها. يفسّرها البعض بتعثر شركة المقاولات التي كانت تديرها، ويربطها آخرون بتأثير عبد الحميد أبا عود عليها، وإن كان ثمّة اختلاف في تحديد صلة القرابة بينهما[30].

زارت عائلتها باريس، قبل أشهر من الأحداث، ولاحظوا التغيرات على شخصيتها وملابسها، إذ أصبحت محجّبة وتصلّي، لكنّهم لم يدركوا بأنّها أخذت مسارهاصوب نهج تنظيم الدولة الإسلامية.

من الصعب الحسم والجزم في تحديد “نقطة التحول” التي أدت إلى هذا التغير الكامل في اتجاه حسناء بلحسن، وربما تكون هناك “قطبة مخفية” لم تلتقطها وسائل الإعلام، ولا حتى المقربين منها، لكن ما هو معروف أنّ حياتها كانت معقدة، ومتناقضة، مما انعكس على شخصيتها وحياتها. وينقل عنها بعض أصدقائها أنّها انقطعت عن وسائل التواصل الاجتماعي بعد تديّنها، ثم عادت إليها، مبدية إعجابها بشخصية حياة بومدين، الفرنسية الجزائرية زوجة أميد كوليبالي[31].

إذا اعتمدنا على ما هو متاح، فإنّ نقطة التحول لديها شبيهة بالقصص الفرنسية النسائية الداعشية السابقة، وهي وجود رجل (حبيب أو زوج)، قادها من المسار الأول في الحياة، وغالباً يكون بعيداً عن تقاليد الدين الإسلامي باتجاه المسار الجديد، أي تنظيم الدولة الإسلامية[32].

 

 

 

 

 

 

 

[1]“تفاصيل مخطط اعتداء جهادي خططت له نساء في فرنسا”، موقع اليوم 24.كوم، 9 سبتمبر 2016، على الرابط التالي:

http://www.alyaoum24.com/706961.html،

كذلك الأمر:

Ben McPartland, What we know of failed Paris plot by women ‘jihadists,The Local, 20 september 2016. At:

http://www.thelocal.fr/20160909/three-three-women-terror-suspects-and-their-plot

 

[2] انظر: تفاصيل مخطط اعتداء جهادي خططت له نساء في فرنسا، مرجع سابق.

[3] انظر: تقرير: ارتفاع إنضمام الفرنسيات لـ «داعش» إلى 35 %، موقع السكينة، 18 يونيو 2016، على الرابط التالي:

http://www.assakina.com/news/news2/90162.html

انظر، كذلك:

Sam BALL, The number of French women joining the ranks of the Islamic State group in Iraq and Syria is on the rise, say figures reported in the French media on Thursday, a sign of the increasing importance placed on female recruits by the organization, France 24, 10 january 2016. At:

http://www.france24.com/en/20160108-france-women-islamic-state-group-female-recruits

and: Alissa J. rubin and Aurelien Breeden, Women’s Emergence as

 Terrorists in France Points to Shift in ISIS Gender Roles, New York Times, 1 october 2016 .

وانظر كذلك: 104 نساء بلجيكيات انضممن إلى جماعات متطرفة، موقع روسيا اليوم، 31 أغسطس 2016، على الرابط التالي:

goo.gl/FsQsbP

 

[4]إلقاء القبض على “أم الزهراء”.. الفرنسية التي تزوّج مقاتلي “داعش” من أوروبيات”، موقع CNN العربي، 29 سبتمبر 2015، على الرابط التالي:

http://arabic.cnn.com/middleeast/2015/09/29/oum-azzahra-isis

[5] Alissa J. Rubin and Aurelien Breeden , Women’s Emergence as Terrorists in France Points to Shift in ISIS Gender Roles, New York Times, 1 October 2016

And Emma Webb, This is why Isis prefers to use home-grown terrorists over foreign jihadis, Independent, 20 september 2016

[6] انظر: خالد ماهر، بلجيكا تجرّد أرملة قاتل الأفغاني شاه مسعود من جنسيتها، موقع منارة، 19 سبتمبر 2015، على الرابط التالي:

goo.gl/S5eK0D

انظر: قصة أم عبيدة المغربية أو « الأرملة السوداء » التي سحبت بلجيكا منها الجنسية، فبراير. كوم، 20 سبتمبر 2015، على الرابط التالي: https://www.febrayer.com/250979.html

[7]For Example:The Mama of Al Qaeda”, Gates of Vienna, December 15, 2008

http://gatesofvienna.blogspot.com/2008/12/mama-of-al-qaeda.html .

وانظر كذلك: هادي يحمدـ، مليكة البلجيكية ..”الأميرة” الأوربية للقاعدة!، مدونة اليوم التالي، 2 أكتوبر 2012، على الرابط التالي:

http://lejour-dapres.blogspot.com/2012/10/blog-post.html

وكذلك: محمد الشافعي، مليكة وجه التطرف الناعم، صحيفة الشرق الأوسط، 20 فبراير 2009.

[8] انظر: جمال الخنوسي، من تكون فعلاً مليكة العرود، مدونة جمال الخنوسي، 26 ديسمبر 2008، على الرابط التالي:

http://jamalelkhanoussi.blogspot.com/2008/12/blog-post_26.html

[9] انظر: محمد الشافعي، مليكة وجه التطرف الناعم، مرجع سابق.

[10]أصولية مغربية ترعب أوربا عبر بلجيكا بالإنترنت“، إنترناشونال هيرالد تريبيون، 29 مايو 2008. يمكن العودة إلى المادة عبر الرابط التالي “مدونة كتاب وسيف: أخبار تهم المسلمين” على الرابط التالي:

http://ayubalyamni.blogspot.com/2010/01/blog-post_2111.html

[11]The Mama of Al Qaeda, op, cit, and: ELAINE SCIOLINO and SOUAD MEKHENNET, Al Qaeda Warrior Uses Internet to Rally Women, The New York Times. 28 May 2008

[12] انظر لمزيد من التفاصيل عن تحولاتها وحياتها: محمد الشافعي، مليكة وجه التطرف الناعم، مرجع سابق، وكذلك: “أصولية مغربية ترعب أوربا عبر بلجيكا بالإنترنت“، وانظر:

: ELAINE SCIOLINO and SOUAD MEKHENNET, Al Qaeda Warrior Uses Internet to Rally Women,op.cit.

[13]ELAINE SCIOLINO and SOUAD MEKHENNET, Al Qaeda Warrior Uses Internet to Rally Women,op.cit.

[14]Ibid. and “The Mama of Al Qaeda, op, cit,

وكذلك: مليكة، وجه التطرف الناعم، مرجع سابق.

[15] انظر: إنعام كجه جي، “زوجة أحد قاتلي مسعود تروي تجربتها في معسكرات “القاعدة”، الشرق الأوسط اللندنية، 26 مايو 2002.

[16]Nadya Ali, Terrorizing Women: Re- Thinking the Female Jihad, on: Christina Hellmich and Andereas  Behnke, Knowing Al-Qaeda: the Epistemology of Terrorism, Rout ledge, London and New York. 2016, p156-161.

[17] انظر: مدونة اليوم التالي: هادي يحمد، معز الغرسلاوي.. التونسي الذي أصبح أحد رموز القاعدة، 9 نوفمبر 2013، على الرابط التالي:

http://lejour-dapres.blogspot.com/2012/11/blog-post_9.html

[18]ELAINE SCIOLINO and SOUAD MEKHENNET, Al Qaeda Warrior Uses Internet to Rally Women, op.cit. And Belgian police arrest ‘al Qaeda legend’, CNN, 11 December 2008. At:

http://edition.cnn.com/2008/WORLD/europe/12/11/belgium.terror.arrests/index.html?eref=ib_topstories

وكذلك: “أصولية مغربية ترعب أوربا عبر بلجيكا بالإنترنت“، مرجع سابق.

[19] انظر: رحلة الشقيقين كواشي إلى التطرف، الحياة اللندنية، 28 يناير 2015.

[20]حياة بومدين تروي تفاصيل يومياتها في ضيافة #داعش، موقع راديو سوا الالكتروني، 28 أبريل 2015.

http://www.radiosawa.com/a/hayat-boumeddiene-paris-isis-/269903.html

[21]قصة حياة بومدين الكاملة.. من الميتم إلى براثن الحب والتشدد، موقع الحرّة نيوز، 10 يناير 2015، على الرابط التالي: http://www.alhurra.com/a/who-is-hayat-boumeddiene/264731.html

 

[22] كمال قبيسي، الجزائرية الهاربة حياة بومدين.. بكيني وتطرف وإرهاب، موقع العربية نت، 10 يناير 2015، على الرابط التالي:

http://ara.tv/g2grz

 

[23] انظر: قصة حياة بومدين الكاملة.. من الميتم إلى براثن الحب والتشدد، مرجع سابق.

[24]من البكيني الى النقاب… حياة بومدين المطلوبة رقم 1 في فرنسا: طفولة يتم وبؤس، الأمناء نت، 13 يناير 2015،

http://www.alomanaa.net/news20071.html

[25]حياة بومدين في لقاء نشره “داعش”: زوجي كان يتوق للذهاب إلى أرض الخلافة“، جريدة الوسط البحرينية، 14 فبراير 2015.

[26]هجمات باريس.. كيف تطرفت حسنة بولحسن بعدما عُرفت بحب الحياة والاحتفال؟.. ومسؤول: لم تفجر نفسها بمداهمة سانت دينيس، موقع CNN العربي، 21 نوفمبر، 2015، على الرابط التالي:

http://arabic.cnn.com/world/2015/11/21/female-not-suicide-bomber-shubert

[27] انظر: تقرير محزن عن حياة حسناء أية بولحسن ، نموذج للشباب التائه في أوروبا، تطوان نيوز، 21 نوفمبر 2015، على الرابط:

goo.gl/qPimgr

 

[28]حسناء أيت لحسن : قضت عيد الأضحى بأيت أورير وترددت على أكادير حيث تتواجد أسرة والدتها، موقع أسراك نيوز، 20 نوفمبر 2015، على الرابط التالي:

goo.gl/O9zowD

[29]Paris attacks: Suicide bomber Hasna Ait Boulahcen who died during police siege – ‘had final meal at KFC’, Mirror. 20 November 2015>

http://www.mirror.co.uk/news/world-news/paris-attacks-suicide-bomber-hasna-6863389

[30] انظر، تقرير محزن عن حياة حسناء آية بولحسن، مرجع سابق، وكذلك: حسناء المغربية كانت مضطربة ولم تفتح القرآن يوما كانت تكثر من شرب الكحول وترافق تجار المخدرات كما كانت تلقب بالـ cowgirl، موقع العربية نت، 20 نوفمبر 2015، على الرابط التالي: http://ara.tv/we9us

[31] Lizzie Dearden, Hasna Ait Boulahcen: Family of woman wrongly accused of suicide bombing say she was ‘murdered’ during police raid, independent, 21 January 2016.

[32]قصة «حسناء المغربية» أول امرأة تنفذ عملية انتحارية بأوروبا: تشرب الكحول وتحب الحفلات ولم تقرأ القرآن، الوسط البحرينية، 22 نوفمبر 2015، على الرابط:

http://www.alwasatnews.com/news/1048406.html

 

إرسال التعليق