الجيش المغربي يعلن تنظيم النسخة الـ21 من مناورات “الأسد الإفريقي” بمشاركة واسعة
رصد المغرب / عبد الصمد الشرادي
أعلن الجيش المغربي، يوم السبت، عن تنظيم النسخة الحادية والعشرين من مناورات “الأسد الإفريقي”، وهي واحدة من أكبر وأهم التدريبات العسكرية المشتركة على مستوى القارة، وذلك في الفترة الممتدة من 12 إلى 23 ماي المقبل ، وستعرف هذه النسخة مشاركة أكثر من 30 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، الشريك الرئيسي للمغرب في هذا التمرين السنوي.
وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية أن هذه المناورات ستجري في عدة مناطق بالمملكة، بما في ذلك مناطق في الجنوب، وستشمل تدريبات ميدانية متعددة، وتدريبات على القيادة، بالإضافة إلى تمارين في مجالات مكافحة الإرهاب، وتدبير الأزمات، والدعم الإنساني، والتطبيب العسكري.
هذه المناورات المتعددة الأبعاد”الأسد الإفريقي” تهدف إلى تعزيز التنسيق والتعاون بين الجيوش المشاركة، ورفع جاهزيتها للتدخل المشترك في بيئات قتالية متنوعة ، وتشكل هذه التمارين مناسبة لتبادل الخبرات والمعرفة في مجالات التخطيط والتكتيك والقيادة الميدانية، خاصة في ظل تنامي التهديدات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء.
ويتوقع أن تشهد هذه النسخة مشاركة قوات من أوروبا، وإفريقيا، والشرق الأوسط، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعكس أهمية المغرب كشريك استراتيجي في حفظ الأمن الإقليمي والدولي.
وطبقا لأبعاد استراتيجية ، لا تعتبر هذه المناورات مجرد تدريبات عسكرية فحسب، بل تكتسي طابعا استراتيجيا يعكس عمق الشراكة بين الرباط وواشنطن، خاصة في ظل التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، كتنامي أنشطة الجماعات المتطرفة، والاتجار غير المشروع بالسلاح والبشر ، كما أن هذا التمرين يعكس التزام المملكة المغربية بتعزيز دورها في مجال حفظ السلم والأمن الدوليين، في إطار شراكات متعددة الأطراف مع قوى دولية وإقليمية.
وهناك الجانب الإنساني والتنموي إلى جانب الطابع العسكري، والذي يتضمنه برنامج “الأسد الإفريقي” ، مثل تقديم الخدمات الطبية المجانية للمواطنين في المناطق المستهدفة بالتدريبات، خاصة في القرى والمناطق النائية، إضافة إلى ورشات في الإسعافات الأولية والتكفل الطبي في حالات الطوارئ.
ختاما فإن مناورات “الأسد الإفريقي” هي محطة سنوية مهمة في أجندة التعاون العسكري المغربي الأمريكي، وفرصة لتقوية قدرات الجيوش المشاركة في مواجهة التحديات الأمنية المستجدة ، كما تؤكد مرة أخرى الموقع الجيوستراتيجي للمغرب والدور المحوري الذي يلعبه في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
إرسال التعليق