الداخلة تحتضن المؤتمر السياسي الثاني للتحالف من أجل الحكم الذاتي بالصحراء

رصد المغرب / الداخلة

في أجواء حماسية ورؤية استراتيجية متجددة، ستنطلقت بمدينة الداخلة أشغال المؤتمر السياسي الثاني للتحالف من أجل الحكم الذاتي في الصحراء، وذلك يومي 29 و30 أبريل، تحت شعار: “الوقائع الجديدة للصحراء المغربية، نحو إعادة النظر في المقاربة الأممية في سياق جيوسياسي متغير”.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، فرضت ضرورة إعادة تقييم مداخل التعامل مع ملف الصحراء المغربية، على ضوء النجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة المغربية خلال السنوات الأخيرة، والتغيرات التي طرأت على مواقف العديد من الفاعلين الدوليين تجاه المبادرة المغربية للحكم الذاتي.

ويشارك في هذا اللقاء السياسي البارز، عدد من الشخصيات الوطنية والدولية، وخبراء في القانون الدولي، وأكاديميون، وممثلو المجتمع المدني، بالإضافة إلى فاعلين اقتصاديين من أقاليم الجنوب المغربي.  حيث يهدف المؤتمر إلى بلورة رؤية سياسية متماسكة لدعم الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء، مع الدعوة إلى مراجعة المقاربات الأممية التقليدية، التي لم تواكب التحولات الجارية بالمنطقة.

و من أجل الحكم الذاتي بالصحراء فإن الوقائع الجديدة على الأرض، بما في ذلك دينامية التنمية الاقتصادية والبنيات التحتية الكبرى، تجعل من الحل المقترح إطارا عمليا لحل النزاع، بما يحفظ وحدة المغرب الترابية ويعزز استقرار المنطقة.

وإضافة في نفس السياق الجيوسياسي الراهن، سواء في منطقة الساحل أو عبر التحولات الدولية الأوسع، يفرض تبني مقاربات أكثر واقعية ومرونة من طرف المجتمع الدولي، وأيضا دعوة للأمم المتحدة لتحيين آلياتها ومقارباتها بما ينسجم مع الواقع الجديد الذي تشهده الصحراء المغربية.

ويتضمن برنامج المؤتمر عدة ورشات عمل وموائد مستديرة، ستتناول قضايا من قبيل مستقبل العملية السياسية بالأمم المتحدة، ورهانات التنمية في الأقاليم الجنوبية، وأهمية التحولات الاقتصادية والاجتماعية في تعزيز مشروعية الحكم الذاتي.

كما يُدرتقب أن يصدر عن المؤتمر إعلان ختامي يتضمن توصيات عملية موجهة للمنتظم الدولي، إضافة إلى خارطة طريق لتعزيز التحالفات الإقليمية والدولية المناصرة لمقترح الحكم الذاتي المغربي.

ويعكس تنظيم هذا الحدث السياسي الكبير بالداخلة المكانة المتزايدة التي أصبحت تحظى بها الأقاليم الجنوبية كمركز حيوي للنقاش السياسي والدبلوماسي حول مستقبل المنطقة.