العلاقة المعقدة بين المواد الأولية والسياسة العالمية: نقاش بين أكاديميين وباحثين في لومانيتي

آخر الأخبار

العلاقة المعقدة بين المواد الأولية والسياسة العالمية: نقاش بين أكاديميين وباحثين في لومانيتي

رصد المغرب / سالم الطنجاوي

نشرت صحيفة لومانيتي الفرنسية، في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي ، حوارا موسعا مع عدد من الأكاديميين والباحثين البارزين، ناقشوا فيه العلاقة المتشابكة بين الوصول إلى المواد الأولية والسياسات العالمية، في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والجيوسياسية المتصاعدة.

شارك في الحوار كل من ألكسيس تشوسكون، مدير البحث في جامعة السوربون ومدير مختبر البحوث الدولية، وسيليا إزوارد، الصحفية والفيلسوفة المعاصرة، إضافة إلى إيمانويل هاشي، المتخصص في مجال الطاقات المتجددة ، وقد قدم كل منهم رؤيته حول كيفية إدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام ومسؤول، في عالم تتسارع فيه وتيرة الاستهلاك وتتفاقم فيه الأزمات المناخية والسياسية.

وجاء على حسب تعبير ألكسيس تشوسكون ، بأن السيطرة على المواد الأولية أداة للنفوذ السياسي ، حيث شدد في مداخلته على أن “الموارد الطبيعية كانت ولا تزال أحد العوامل المحورية في تشكيل التوازنات الجيوسياسية” ، وأوضح أن العديد من النزاعات الحديثة مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالسيطرة على الموارد، ما يجعل من الضروري التفكير في نماذج جديدة للتعاون الدولي تضمن العدالة في التوزيع وتقلل من فرص التصادم.

وجاء على لسان سيليا إزوارد ، بأن هناك الحاجة إلى فلسفة جديدة للاستهلاك ، فقد تناولت البعد الفلسفي للأزمة، مؤكدة أن “المشكلة لا تكمن فقط في ندرة الموارد، بل في طريقة إدراكنا لها وتفاعلنا معها” ، ودعت إلى إعادة التفكير في أنماط الاستهلاك العالمية، واعتماد منظور يقوم على التوازن بين الإنسان والطبيعة، بدلا من الهيمنة والاستغلال.

وفي الأخي عبر إيمانويل هاشي على أن الطاقات المتجددة ليست مجرد بديل ، حيث اعتبر بأن الانتقال إلى الطاقات المتجددة لا ينبغي أن ينظر إليه كخيار بيئي فحسب، بل كضرورة استراتيجية لضمان الاستقرار العالمي ، وقال أيضا : “تقليل الاعتماد على الموارد الأحفورية سيخفف من حدة التوترات الجيوسياسية المرتبطة بها، وسيفتح الباب أمام نماذج تنموية أكثر عدالة واستدامة.”

و نحو رؤية عالمية شاملة ، فإن النقاش خلص إلى أن التعامل مع المواد الأولية لم يعد قضية اقتصادية فقط، بل هو تحد إنساني وحضاري يتطلب مقاربة متعددة الأبعاد تشمل البيئة، والسياسة، والفكر، والاقتصاد ،  لأن المستقبل، كما يشير المتحاورون، سيعتمد إلى حد بعيد على قدرتنا الجماعية على إدارة هذه الثروات بشكل يراعي حقوق الأجيال القادمة ويحمي توازن الكوكب.

 

إرسال التعليق