الفراقشية وتذاكر المباريات هو فساد يهدد متعة الكرة

الفراقشية وتذاكر المباريات هو فساد يهدد متعة الكرة
رصدالمغرب / عبدالكبير بلفساحي
شهدت مباراة المنتخب المغربي ضد النيجر بملعب مولاي عبد الله مفارقة صارخة، حيث كانت هناك مدرجات شبه فارغة رغم الإعلان عن نفاد أكثر من 68 ألف تذكرة، وهو مشهد أثار غضب الجماهير والمتابعين، وأعاد إلى الواجهة سؤالا محرجا، وهو إلى متى سيظل المضاربون والسماسرة أو ما يعرف بـ “الفراقشية” يتحكمون في سوق التذاكر؟
فوسط مقاعد فارغة وقلوب ممتلئة بالغضب، هناك جماهير كانت ترغب في مؤازرة الأسود، لكنها اصطدمت بواقع مرير، لأن التذاكر الرسمية اختفت بسرعة من المنصات المخصصة للبيع، بينما ظهرت بالمقابل في السوق السوداء بأثمنة مضاعفة، وهو ما حرم الآلاف من المشجعين الحقيقيين من فرصة الحضور، حيث كانت النتيجة هي مدرجات شبه فارغة وصورة غير لائقة ببلد يستثمر الملايين في البنية التحتية الرياضية.
الأمر لم يعد مجرد تصرفات فردية، بل أصبح ممارسة منظمة تضرب في العمق جهود الجامعة والجهات المسؤولة عن تطوير كرة القدم الوطنية، فما جدوى ملاعب حديثة إذا كان الجمهور، وهو روح اللعبة، يُقصى بفعل المضاربة والفساد؟
كل الحلول ممكنة للقطع مع هذه الممارسات، ولكن لابد من إجراءات صارمة وشفافة، مثل إصدار تذاكر شخصية تحمل اسم ورقم بطاقة صاحبها، لتفادي إعادة بيعها في السوق السوداء، ورقمنة شاملة لعملية البيع والولوج عبر منصات محمية تقنيا، بما يحد من تدخل الوسطاء، و مراقبة صارمة على مستوى المداخل، للتأكد من مطابقة التذاكر مع أصحابها، وفي إطار تشريعي، طبعا تجريم صريح وإقرار عقوبات ضد المضاربين والمتورطين في الاتجار غير المشروع بالتذاكر.
فالرياضة ليست مجرد مباراة في 90 دقيقة، بل صورة وطن وحضارة جماهير، وإذا أردنا أن تستعيد ملاعبنا روحها وحماسها، فعلينا أن نضع محاربة الفساد الرياضي ضمن الأولويات. فبدون جماهير حقيقية في المدرجات، تفقد اللعبة أجمل ما فيها.
إرسال التعليق