المواجهة النووية بين واشنطن وطهران . مفاوضات متعثرة وتفاصيل خفية قد تقلب الطاولة

آخر الأخبار

المواجهة النووية بين واشنطن وطهران . مفاوضات متعثرة وتفاصيل خفية قد تقلب الطاولة

رصد المغرب / عبد الصمد الشرادي

في وقت  تتصاعد فيه حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط ، يبدو أن المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية قد وصلت إلى مفترق طرق جديد ، فمنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في عام 2018 ، وما تبعه من سلسلة عقوبات اقتصادية قاسية ، لم تهدأ الساحة السياسية ، بل أصبحت أكثر احتداما في ظل تعثر جهود إحياء الاتفاق المعروف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة” (JCPOA).

و يأتي هذا التصعيد على عدة جبهات ، حيث في الأسابيع القليلة الماضية ، رصدت مؤشرات على تصعيد غير معلن ، تمثل في ضربات سيبرانية متبادلة ، وعمليات عسكرية بالوكالة في سوريا والعراق ، وزيادة وتيرة تحليق الطائرات الأمريكية فوق الخليج ، في المقابل ، واصلت طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 60%، وهو ما يقترب بشكل مقلق من مستوى صنع الأسلحة.

وزارة الخارجية الأمريكية أعربت مؤخرا عن “إحباطها العميق” من فشل إيران في التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، في حين ردت طهران باتهام واشنطن بـ”المماطلة المتعمدة” و”استغلال الملف النووي لتحقيق مكاسب إقليمية” ، كل ذلك ترتب عنه عقوبات جديدة ومحاولات التفاف .

و في مارس 2025 ، فرضت الولايات المتحدة حزمة جديدة من العقوبات استهدفت قطاع البتروكيماويات والشحن الإيراني ، ما زاد الضغط على الاقتصاد المتداعي أصلا بفعل سنوات من الحصار ، ومع ذلك ، تشير تقارير استخباراتية مسربة إلى أن إيران نجحت في إقامة شبكات تهريب معقدة عبر آسيا الوسطى وأفريقيا ، تمكنها من تصدير النفط سرا وشراء معدات نووية مزدوجة الاستخدام من السوق السوداء ، وهي تفاصيل لم تسلط عليها الأضواء ، وهي ما اعتبرت  مناورة روسية ,

و ما لم تنتبه له كثير من وسائل الإعلام هو تدخل روسيا المتزايد خلف الكواليس ، فهناك مصادر دبلوماسية غربية كشفت أن موسكو تلعب دورا مزدوجا ، فمن جهة ، تدعم طهران تقنيا في المنشآت النووية ، ومن جهة أخرى تعرض على واشنطن وساطة “مصلحية” لضمان استمرار نفوذها في الشرق الأوسط ، مستغلة انشغال أمريكا بالصين وأوكرانيا ، فهل اقتربت لحظة الانفجار؟,

يعتقد أن فشل المفاوضات الحالية قد يدفع إسرائيل للتصعيد عسكريا ، خصوصا بعد التصريحات الأخيرة لرئيس وزرائها الذي قال: “لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي ، وسنتحرك إذا لزم الأمر” ، وفي الوقت ذاته ، هناك تحركات عسكرية أمريكية غير معلنة في قاعدة “العديد” بقطر ، فهل هذه الخطوة هي الطريق إلى اتفاق أم إلى مواجهة؟.

و بين لعبة عض الأصابع ، والرسائل غير المباشرة عبر وكلاء الطرفين ، يقف المجتمع الدولي على أعتاب أزمة قد تنفجر في أي لحظة . فهل ستنجح الضغوط الاقتصادية والوساطات الدولية في إعادة الطرفين إلى طاولة التفاوض؟ أم أن المنطقة مقبلة على مواجهة قد تكون الأوسع منذ عقود؟ ، كل ذلك سنجد جوابه في القادم  حيث تكمن  المفاجآت ، بعضها قد يقلب الطاولة رأسا على عقب.

 

إرسال التعليق