اليوم العالمي لمحو الأمية الذي لم يذكره أحد

اليوم العالمي لمحو الأمية الذي لم يذكره أحد
رصدالمغرب / عبدالحميدالإدريسي
في الثامن من سبتمبر من كلّ عام، يحيي العالم اليوم الدولي لمحو الأميّة، وهي مناسبة أطلقتها اليونسكو منذ عام 1967 لتسليط الضوء على قضية تعد من أبرز التحديات التنموية والإنسانية على مستوى العالم، بحيث الأميّة ليست مجرد عجز عن القراءة والكتابة، بل هي عائق أمام الاندماج في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وحرمان من فرص التعلّم والعمل والمشاركة الفاعلة في المجتمع.
فرغم التقدم الكبير الذي شهدته البشرية في مجالات المعرفة والتكنولوجيا، لا يزال ملايين الأشخاص حول العالم يفتقرون إلى المهارات الأساسية في القراءة والكتابة، حيث هذه الفجوة لا تمسّ فقط الأفراد، بل تؤثر على المجتمعات بأكملها، إذ ترتبط الأمية بارتفاع معدلات الفقر وتراجع فرص العمل، وضعف المشاركة في الحياة الديمقراطية.
ولا يقتصر محو الأميّة على تعليم الحروف والكلمات، بل يتجاوز ذلك ليشمل تمكين الأفراد من استخدام المعرفة كأداة للارتقاء بحياتهم، لأن الشخص القادر على القراءة والكتابة يمتلك القدرة على الاطّلاع والوصول إلى المعلومات والتعلّم الذاتي وممارسة حقوقه بوعي ومسؤولية، وبذلك تصبح محو الأميّة بوابة للعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة.
تعمل المنظمات الدولية والحكومات والمجتمعات المحلية معا لتطوير برامج تعليمية مرنة ومبتكرة، تراعي خصوصيات الفئات الأكثر تهميشا، مثل النساء والأطفال خارج المدارس واللاجئين، وهو ما يجعل دور التكنولوجيا الحديثة يبرز في توفير فرص التعلم عن بعد، مما يسهم في الوصول إلى شرائح أوسع من المستفيدين.
دعوة للعمل
إحياء اليوم الدولي لمحو الأميّة لا يقتصر على رفع الشعارات، بل هو تذكير جماعي بمسؤوليتنا تجاه بناء عالم خالٍ من الأميّة. فكل مبادرة، مهما كانت صغيرة، يمكن أن تُحدث فارقًا: دعم حملات التبرع بالكتب، التطوع في برامج التعليم، أو المشاركة في نشر الوعي حول أهميّة التعلّم المستمر.
محو الأميّة هو استثمار في الإنسان، وفي مستقبل أكثر إشراقًا للجميع. فهو المفتاح الذي يفتح أبواب الفرص، ويعزز الكرامة الإنسانية، ويمنح الأفراد القدرة على صناعة غدٍ أفضل لهم ولمجتمعاتهم.
إرسال التعليق