باكستان تدخل على خط النار بتصريحات نارية من وزير الدفاع والتي تضع المنطقة على شفا الانفجار

آخر الأخبار

باكستان تدخل على خط النار بتصريحات نارية من وزير الدفاع والتي تضع المنطقة على شفا الانفجار

رصد المغرب / عبد الصمد الشرادي

في تطور لافت وخطير على مسرح التوترات الإقليمية، أعلنت باكستان موقفا حاسما حيال التصعيد المتسارع ضد إيران، حيث خرج وزير الدفاع الباكستاني بتصريحات نارية غير مسبوقة، أكد فيها أن بلاده “ستدعم إيران بجميع الوسائل الممكنة”، معلنا أن “الجيش الباكستاني في حالة استنفار قصوى” تحسبا لأي تطورات مفاجئة.

و تأتي تصريحات وزير الدفاع الباكستاني، حيث لم تكن مجرد تلميحات دبلوماسية، بل جاءت مباشرة وصريحة، موجهة رسائل حادة إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، بحيث حذر واشنطن قائلا: “إذا تدخلتم ضد إيران بشكل مباشر، فإن باكستان ستدخل الحرب فورا”، في تصريح يعكس تصعيدا خطيرا في الموقف الباكستاني وتغييرا في قواعد اللعبة الإقليمية.

وأما إلى إسرائيل فقد جاءت الرسالة أكثر خطورة بقول الوزير: “إذا تم استخدام السلاح النووي ضد إيران، فإن الرد الباكستاني سيكون فوريا، ولن نقف متفرجين”، حيث هذا التحذير يعيد إلى الأذهان مواقف سابقة لباكستان إزاء التهديدات النووية، ويضع احتمالية استخدام الردع النووي على طاولة الأحداث.

ووسط دوافع استراتيجية وميراث التحالفات، فإن الموقف الباكستاني لا يمكن فصله عن الخلفية الجيوسياسية المعقدة في المنطقة، لأن إسلام آباد تنظر بعين الريبة إلى التحالف العسكري القائم بين إسرائيل والهند، وهو الخصم التاريخي لباكستان، كما لا ينسى الدعم الإيراني السابق لها في بعض الملفات العسكرية، بما في ذلك التعاون في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة.

وهذا التقارب الإيراني الباكستاني، الذي ظل طي الكتمان لسنوات، يبدو أنه يتجلى الآن بوضوح في ظل التهديدات المتزايدة، وهو ما يشير إلى أن باكستان قد تعيد صياغة علاقاتها الإقليمية في ضوء التحولات العسكرية الجارية.

وبعد كل ذلك يأتي التحذير الروسي ليزيد من تعقيد المشهد، والتصعيد الباكستاني يتزامن مع هذا التحذير والذي اعتبره المحللون شديد اللهجة،  حيث يحذر من دخول أطراف جديدة في الصراع ضد إيران. فموسكو التي تراقب الوضع بقلق، اعتبرت أن أي تدخل إضافي قد يشعل حربا إقليمية واسعة لا يمكن احتواؤها، وقد تتحول إلى صراع دولي أشبه ببداية حرب عالمية جديدة، فهل بدأ العد التنازلي لانفجار المنطقة؟.

وهذه المنطقة كما يرى مراقبون، أصبحت على حافة الانفجار. فبين تهديدات إسرائيلية وتحركات أمريكية ودعم صيني وروسي لإيران وموقف باكستاني المتشدد، يبدو أن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة غير مسبوقة من التصعيد العسكري، حيث العالم يترقب والرهانات ترتفع، والقلق من أن يكون هذا التصعيد هو الشرارة الأولى لحرب عالمية ثالثة أصبح حديث الساعة في الأوساط السياسية والعسكرية.

باكستان تدخل المعادلة بقوة، في الوقت الذي تتجنب فيه دول عديدة الإفصاح عن مواقفها بوضوح، فقد اختارت باكستان أن تتحدث بلغة القوة، وترسم خطوطا حمراء جديدة، ما قد يغير توازنات القوى ويعيد تشكيل التحالفات في المنطقة، و لكن السؤال الأبرز يبقى هو إلى أين تتجه الأمور؟ وهل ما نشهده اليوم هو مجرد تصعيد آخر في سلسلة الأزمات، أم بداية لانفجار كبير لا يمكن إيقافه؟

إرسال التعليق