بعد خسائر لوجيستيكية وبشرية جسيمة.مجموعة فاغنر تعلن انسحابها النهائي من شمال مالي

آخر الأخبار

بعد خسائر لوجيستيكية وبشرية جسيمة.مجموعة فاغنر تعلن انسحابها النهائي من شمال مالي

رصد المغرب / باماكو

في تطور مفاجئ يحمل دلالات استراتيجية وأمنية كبيرة، أعلنت مجموعة “فاغنر” الروسية، في بيان رسمي انسحابها الكامل والنهائي من شمال مالي، بعد تعرضها لخسائر فادحة على المستويين اللوجيستي والبشري خلال الأشهر الماضية.

وجاء في البيان الصادر عن المجموعة شبه العسكرية أن قرار الانسحاب جاء بعد “تقييم شامل للوضع الميداني، وبعد سلسلة من الاشتباكات التي ألحقت بالمجموعة أضرارا جسيمة، سواء من حيث المعدات أو الأرواح”. وأضاف البيان أن “الظروف غير المواتية والتحديات الميدانية المتزايدة، بالإضافة إلى افتقار الدعم اللوجيستي الكافي، فرضت إعادة النظر في الجدوى الاستراتيجية للوجود في المنطقة”.

ويعد انسحاب فاغنر من شمال مالي انتكاسة واضحة لجهود التمركز العسكري الروسي في منطقة الساحل الإفريقي، خاصة بعد أن كانت قد دخلت مالي في أعقاب توتر العلاقات بين باماكو وباريس، مستغلة الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الفرنسية.

وتعكس هذه الخطوة حجم التحديات التي تواجهها المجموعة، خاصة في ظل تعدد الفاعلين في الساحة المالية، سواء من الجماعات المسلحة المتشددة أو الفصائل الانفصالية أو حتى التشكيلات المحلية المسلحة.

وفي أولى ردود الفعل، اعتبر مراقبون أن انسحاب فاغنر قد يؤدي إلى تفاقم هشاشة الوضع الأمني في شمال مالي، خاصة وأن وجودها  “رغم طابعه المثير للجدل” كان يشكل حاجزا نسبيا أمام تمدد الجماعات المتطرفة في بعض المناطق.

من جهة أخرى، أبدت أطراف داخلية ودولية قلقها من فراغ أمني محتمل قد تستغله التنظيمات المتشددة، وعلى رأسها “داعش الصحراء الكبرى” و”جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، للعودة إلى الساحة بقوة.

ويطرح انسحاب فاغنر تساؤلات ملحة حول مستقبل التعاون العسكري بين مالي وروسيا، لا سيما في ظل استمرار التوترات الإقليمية وضعف البنية التحتية العسكرية للجيش المالي في الشمال، كما يتوقع أن تعيد باماكو حساباتها بشأن شركائها الأمنيين، في محاولة لسد الثغرات التي سيخلفها هذا الانسحاب.

ويبقى مصير التوازنات العسكرية في شمال مالي معلقا، وسط مشهد إقليمي مضطرب وتحولات متسارعة في خارطة النفوذ الدولي بالقارة الإفريقية.

إرسال التعليق