
تحرك عاجل للجيوش الروسية والصينية والباكستانية للاصطفاف مع إيران وسط تصاعد التوترات الإقليمية
رصد المغرب /
في تطور لافت يشير إلى تصاعد حاد في التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، أفادت مصادر متعددة بتحركات عسكرية عاجلة لكل من روسيا والصين وباكستان باتجاه تعزيز التعاون الدفاعي مع إيران، وتأتي هذه الخطوة في ظل احتدام الأزمات الإقليمية وارتفاع وتيرة التهديدات الأمنية، ما يعكس ملامح اصطفاف استراتيجي جديد قد يعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة، فهل هذا دعم استراتيجي أم ردع جماعي؟.
فبحسب المراقبين، فإن هذا التحرك لا يأتي بمعزل عن التصعيدات الأخيرة في الخليج العربي والبحر الأحمر وخاصة الهجمة الأخيرة على قاعدة العديد والتي تعتبر حجز الزاوية للقواعد الأمريكية، إضافة إلى ما تشهده الجبهة السورية واللبنانية من توتر متصاعد، وعلى ما يبدو أن موسكو وبكين وإسلام آباد تسعى من خلال هذا التوجه إلى إرسال رسائل ردع واضحة، ليس فقط إلى خصوم إيران، بل أيضا إلى القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة، التي كثفت من وجودها العسكري في المنطقة مؤخرا، وسط تدريبات مشتركة واتفاقات عسكرية.
وهناك التقارير الأولية التي تشير إلى تنسيق مشترك لعقد مناورات عسكرية واسعة النطاق في المياه الإقليمية الإيرانية، بمشاركة قوات بحرية وجوية وبرية من الدول الأربع، كما تتحدث بعض التسريبات عن توقيع اتفاقات تعاون دفاعي موسعة تشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية وتطوير أنظمة دفاعية مشتركة، وهو ما قد يمثل نقلة نوعية في طبيعة التحالفات العسكرية الآسيوية.
وبالنسبة للموقف الإيراني، فقد رحبت طهران بهذه التحركات، واعتبرتها انتصارا للدبلوماسية الإقليمية متعددة الأطراف، مؤكدة أن الشراكة الدفاعية مع القوى الصاعدة في الشرق ليست موجهة ضد دولة بعينها، بل تهدف إلى “تحقيق توازن الردع وضمان الأمن الجماعي في مواجهة السياسات الأحادية”، على حد تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية.
ردود فعل دولية
ومن جانبها أعربت عواصم غربية عن “قلق بالغ” إزاء ما وصفته بتقارب عسكري يهدد استقرار المنطقة، كما دعت واشنطن حلفاءها إلى “مزيد من التنسيق الأمني” لمواجهة ما أسمته “التحركات الاستفزازية” في الخليج.
ويرى محللون أن الاصطفاف الروسي–الصيني–الباكستاني إلى جانب إيران يعكس تحولا نوعيا في الاستراتيجية الدولية، حيث تتجه قوى الشرق نحو تعزيز استقلالها الأمني في مواجهة الهيمنة الغربية، كما أن هذه التحركات قد تؤسس لتحالف موازن لحلف الناتو، خاصة إذا ما تم دعمها باتفاقات اقتصادية وتقنية طويلة الأمد.
ويبقى السؤال المطروح هو هل نحن أمام بداية تحالف عسكري جديد في آسيا يتحدى النظام العالمي القائم؟، أم أن الأمر لا يزال في إطار رسائل الضغط والمناورات الدبلوماسية؟ و الإجابة ستتضح في ضوء تطورات الأيام المقبلة، حيث تتجه أنظار العالم نحو الشرق وسط قلق متزايد من اشتعال مواجهة كبرى في واحدة من أكثر مناطق العالم توترا.
إرسال التعليق