
تركيا تعلن مساندتها لحكومة مالي ومراقبون يتساءلون عن دوافع تغيير حلفاء الجزائر لمواقفهم
رصد المغرب / إسطنبول
في خطوة مفاجئة، أعلنت تركيا دعمها الكامل لحكومة مالي، متعهدة بتقديم الدعم الأمني والاجتماعي للبلد الإفريقي الذي يشهد تحولات سياسية وأمنية كبيرة في السنوات الأخيرة ، وجاء هذا الإعلان على لسان مسؤولين أتراك رفيعي المستوى، عقب زيارة وفد تركي رسمي للعاصمة باماكو.
وأكدت أنقرة في بيان مشترك مع الحكومة المالية، أن التعاون بين البلدين سيتوسع ليشمل “الأمن الداخلي، والتنمية الاجتماعية، وتعزيز المؤسسات المدنية”، في إطار ما وصفته بـ”شراكة استراتيجية جديدة مع دول الساحل” فهل ستشهد الساحة السياسية الدولية تحولا في خارطة التحالفات ؟.
هذا التحرك التركي أثار موجة من التساؤلات لدى المراقبين، خاصة في ظل التغير الواضح في مواقف بعض الدول التي لطالما كانت محسوبة ضمن دائرة الحلفاء الإقليميين للجزائر، والتي تشهد علاقاتها مع باماكو فتورا ملحوظا في الأشهر الأخيرة.
كما يرى محللون أن الاصطفاف التركي الجديد وراء مالي يأتي في إطار مساع أوسع لتعزيز النفوذ التركي في منطقة الساحل، مستغلا الفراغ الذي تركه تراجع الحضور الفرنسي والغربي، والتوترات بين الجزائر ومالي.
ويطرح متابعون للشأن المغاربي والإفريقي أسئلة مشروعة حول ما إذا كانت هذه الخطوة تعكس تحولا استراتيجيا في سياسة تركيا الخارجية تجاه إفريقيا، أم أنها تأتي في سياق تنسيق أوسع مع قوى إقليمية تنافس الجزائر على النفوذ في الساحل الإفريقي.
و كما ينظر إلى الدعم التركي أيضا على أنه رسالة غير مباشرة إلى دول الجوار، مفادها أن أنقرة باتت لاعبا لا يستهان به في رسم معادلات المنطقة.
وحتى اللحظة، لم يصدر رد رسمي من الجزائر على التحرك التركي الأخير، لكن متابعين لا يستبعدون أن تثير هذه الخطوة قلقاً في الأوساط السياسية الجزائرية، خاصة إذا ما ترافق الدعم التركي لمالي مع دعم عسكري أو لوجستي قد يغيّر موازين القوى في المنطقة.
إرسال التعليق