
تسارع غامض في دوران الأرض يربك العلماء
رصد المغرب / الرباط
في ظاهرة فلكية غير مسبوقة تثير الدهشة والقلق على حد سواء، رصد علماء الجيولوجيا والفلك تسارعا غامضا في معدل دوران الأرض حول محورها، مما سيجعل أياما معينة من صيف هذا العام الأقصر منذ عقود، حيث وفقا للبيانات العلمية، فإن 9 يوليوز و22 يوليوز و5 غشت ستكون من بين أقصر الأيام المسجلة منذ بدء الرصد الدقيق لحركة الكوكب.
واللافت في الأمر أن هذا التغير الطفيف في طول اليوم، والذي لا يتجاوز جزءا من الثانية، لا يحمل في ظاهره تهديدا مباشرا، إلا أن خلفياته العلمية تفتح أبواب التساؤلات حول استقرار نظام الأرض ودقة توقيتها الزمني.
رغم التطور الهائل في أدوات الرصد الفضائي والجيوديسي، لا تزال الأسباب الكامنة وراء هذا التسارع غير واضحة وغير مفسرة، والسبب لا يزال مجهولا، حيث اعتادت الأرض على تقلبات طفيفة في سرعة دورانها ناتجة عن تغيرات في توزيع الكتلة (الناجمة عن الزلازل، أو حركة الغلاف الجوي والمحيطات)، لكن التسارع الحالي لا يتطابق مع أي من هذه الأنماط التقليدية.
ويقول الدكتور كريم الأزرق، الباحث في علم الجيوفيزياء، إن “هذا النوع من التسارع غير النمطي يستدعي الحذر، إذ يمكن أن يكون مؤشرا على تغيّرات ديناميكية دقيقة في نواة الأرض، أو ربما تفاعلات غير مفهومة تماما بين الطبقات الداخلية والغلاف الجوي”.
ومن الناحية العملية، لا يلحظ البشر هذا النوع من التغيرات، فالتقصير في طول اليوم لا يتجاوز أجزاء من الثانية، ومع ذلك فإن لهذه الظاهرة انعكاسات محتملة على أنظمة الملاحة والأقمار الصناعية والتوقيت العالمي المنسق (UTC)، ما قد يدفع العلماء لاحقا إلى التفكير في إضافة “ثوان كبيسة سالبة”، وهو إجراء نادر قد يفتح بابا جديدا من التحديات التقنية، فهل يهدد هذا التغير الزمن الطبيعي؟
وبين الفيزياء والقلق العلمي لا يرى العلماء في الوقت الحالي أي تهديد وجودي مباشر من هذه التغيرات، لكنهم يجمعون على أن مراقبة حركة الأرض بدقة باتت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، خاصة مع تعاقب الظواهر المناخية المتطرفة والتغيرات الجيوفيزيائية العميقة.
فهل نحن على أعتاب خلل زمني قد يعيد رسم فهمنا للطبيعة؟، وفيما يبقى السؤال مفتوحا فإن العالم يواصل مراقبة دقات كوكبه الأزرق، على أمل أن يحمل المستقبل إجابة تقطع الشك باليقين.
إرسال التعليق