تصريح مثير للجدل لمساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق يكشف عن دور قاعدة العديد الجوية في دعم الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة

آخر الأخبار

تصريح مثير للجدل لمساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق يكشف عن دور قاعدة العديد الجوية في دعم الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة

رصد المغرب / عبد الحميد الإدريسي

في تصريح أثار موجة من التساؤلات والجدل، قال مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق إن قاعدة العديد الجوية، الواقعة في دولة قطر، كانت “النقطة الرئيسية” لدعم الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية الأخيرة في قطاع غزة ، وقد جاء هذا التصريح خلال مقابلة تلفزيونية بثتها شبكة أمريكية، حيث تطرق المسؤول السابق إلى تفاصيل ما وصفه بـ”الدور غير المعلن للتحالفات العسكرية في الشرق الأوسط” فهل قاعدة العديد هي منطلق الدعم اللوجستي؟

تقع قاعدة العديد الجوية على بعد نحو 30 كيلومترا جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، وتعد من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، وتستضيف أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي، إلى جانب منشآت قيادة وسيطرة متقدمة، مثل المقر المتقدم للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).

و بحسب المسؤول الأمريكي السابق، فقد استخدمت الولايات المتحدة البنية التحتية المتقدمة في قاعدة العديد لدعم العمليات الإسرائيلية لوجستيا واستخباراتيا، دون تقديم تفاصيل دقيقة عن طبيعة هذا الدعم ،  وأضاف أن “العديد كانت منصة رئيسية لنقل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الدعم الجوي”، مشيرا إلى أن “هذا التنسيق لم يكن علنيا بسبب حساسية العلاقات الإقليمية” ، فلماذا قطر تلتزم الصمت ؟ وواشنطن ترفض التعليق ؟.

و حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تصدر السلطات القطرية أي تعليق رسمي على التصريحات، كما امتنعت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن تأكيد أو نفي ما جاء على لسان المسؤول السابق، واكتفت بالقول إن “الولايات المتحدة تحتفظ بحق استخدام منشآتها العسكرية بما يخدم مصالحها الاستراتيجية وأمن حلفائها” ، كل ذلك أثار ردود فعل غاضبة في الشارع العربي والفلسطيني.

فرغم أن هذه التصريحات من مسؤول أمريكي سابق أثارت موجة من الغضب على المستويين الشعبي والإعلامي في عدد من الدول العربية، خاصة في أوساط الناشطين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية ، حيث اعتبر كثيرون أن استخدام منشأة عسكرية في دولة عربية لدعم عمليات عسكرية إسرائيلية في غزة يمثل “انتهاكا صارخا لمبادئ التضامن العربي والإسلامي”.

وصرح أحد المحللين السياسيين الفلسطينيين: “إذا ثبتت صحة هذه التصريحات، فإنها تمثل تطورا خطيرا في شكل الاصطفافات الإقليمية، وتطرح تساؤلات حول حقيقة المواقف المعلنة لبعض الدول بشأن العدوان على غزة”.

حيث تشهد غزة بين الحين والآخر جولات تصعيد دامية، كان آخرها في عام 2024، حيث شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ضد القطاع، أدت إلى استشهاد المئات من المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية، فرغم الإدانات الدولية، استمرت العمليات وسط دعم أمريكي تقليدي لإسرائيل، ما زاد من حدة التوتر في المنطقة ، مما يجيز طرح أسئلة مشروعة بلا أجوبة واضحة.

فقد يثير التصريح الحديث تساؤلات عميقة حول طبيعة الوجود العسكري الأمريكي في الخليج، والكيفية التي يستخدم بها في سياق الصراعات الإقليمية، خاصة تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية، كما يطرح التساؤل الأكبر ، هل يتم فعلا توظيف المنشآت الأمريكية في دول عربية لدعم الجيش الإسرائيلي؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما هي حدود علم وتورط الدول المضيفة؟.

و يبقى التصريح الصادر عن مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق محل جدل ونقاش، وسط غياب ردود رسمية واضحة من الجهات المعنية ، وفي الوقت الذي تتواصل فيه المآسي الإنسانية في قطاع غزة، تتكشف تدريجيا ملامح أدوار خفية في مشهد معقد، لم تعد فيه التحالفات واضحة ولا المواقف قابلة للتصنيف بسهولة.

إرسال التعليق