
تصعيد خطير على الحدود التايلاندية-الكمبودية يعيد أجواء الحرب الباردة في آسيا
رصدالمغرب / عبدالكبير بلفساحي
اندلع صراع مسلح واسع النطاق على الحدود بين تايلاند وكمبوديا، في تصعيد خطير ينذر بزعزعة استقرار جنوب شرق آسيا، بعد أن أطلقت بانكوك عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “Yuttha Bodin”، ردا على ما وصفته بـ”انتهاك كمبودي صارخ للسيادة التايلاندية”.
وهذه المعارك التي اندلعت فجأة تطورت بسرعة لافتة، حيث استخدمت فيها دبابات ومدفعية ثقيلة، كما شن سلاح الجو التايلاندي غارات مكثفة باستخدام مقاتلات F-16، مستهدفا مواقع عسكرية كمبودية داخل العمق الحدودي، في أول تصعيد جوي من نوعه منذ عقود.
وذكرت مصادر عسكرية أن القوات الكمبودية حاولت تنفيذ هجوم مضاد على أحد المواقع الاستراتيجية قرب الحدود، لكنها تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، بحسب تصريحات رسمية من بانكوك، حيث في المقابل، أعلنت كمبوديا أن تايلاند “هي من بدأت العدوان”، متهمة جارتها بالسعي لفرض أمر واقع عسكري على مناطق متنازع عليها.
ويكتسب هذا النزاع بعدا جيوسياسيا خطيرا، في ظل انخراط قوى دولية كبرى على نحو غير مباشر؛ حيث تظهر الولايات المتحدة دعما واضحا لحليفتها تايلاند من خلال تصريحات ومساعدات لوجستية، بينما أعلنت الصين وقوفها بجانب كمبوديا، داعية إلى احترام “سيادة الأراضي الكمبودية”، وهو ما أعاد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة لكن بصيغة آسيوية معاصرة.
وفي خضم هذا التصعيد، بدأت السلطات التايلاندية عملية إجلاء واسعة شملت أكثر من 100 ألف مدني من القرى والمناطق الحدودية تحسبا لأي توسع محتمل في رقعة القتال، وسط مخاوف من تحول المواجهة إلى نزاع إقليمي مفتوح.
ومن جهتها، دعت الأمم المتحدة والآسيان إلى وقف فوري لإطلاق النار، معربة عن قلقها من التداعيات الإنسانية والتوترات الإقليمية المتزايدة.
ويأتي هذا الصراع في وقت تشهد فيه المنطقة تنافسا متصاعدا على النفوذ بين واشنطن وبكين، ما يجعل أي نزاع محلي مرشحا سريعا للتمدد ضمن سياقات أكبر، في منطقة حيوية يشكل فيها الاستقرار عنصرا أساسيا للتجارة الدولية والممرات الاستراتيجية.
و تبقى الأوضاع على الأرض مفتوحة على جميع الاحتمالات، ما لم تبذل جهود دبلوماسية عاجلة لاحتواء التوتر، ومنع انزلاق المنطقة إلى دوامة حرب قد يصعب السيطرة عليها.
إرسال التعليق