
تصعيد دبلوماسي جديد بين باريس والجزائر و قيود فرنسية تطال نخبة جزائرية بارزة
رصدالمغرب / باريس
كشفت مجلة “باري ماتش” الفرنسية عن تحرك جديد من قبل الحكومة الفرنسية اتجاه الجزائر، يتمثل في فرض قيود صارمة على 44 شخصية جزائرية من النخبة السياسية والعسكرية والاقتصادية، تتضمن منعهم من السفر أو الإقامة في فرنسا، حيث اعتبر هذا القرار مؤشرا واضحا على تصعيد فرنسي متعمد في سياق خلافات متنامية مع الجزائر، لاسيما في ملفات الهجرة غير النظامية وحقوق الإنسان.
وبحسب التقرير، فإن وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو هو من يقود هذا التوجه، من خلال تنفيذ إجراءات قال إنها تندرج ضمن سياسة “الرد التدريجي” الهادفة إلى الضغط على الجزائر لإعادة مواطنيها الذين ترفض فرنسا بقاءهم على أراضيها، بحجة أنهم يشكلون تهديدا أمنيا أو يقيمون بصورة غير قانونية.
والإجراءات التي بدأت بتطبيقها وزارة الداخلية الفرنسية لا تقتصر فقط على منع السفر، بل تشمل أيضاً إلغاء امتيازات دبلوماسية خاصة كانت تتيح لبعض الشخصيات الجزائرية الاستفادة من تسهيلات في التنقل والعلاج داخل فرنسا، حيث تشير مصادر “باري ماتش” إلى أن المرحلة الأولى من هذه القيود تشمل 44 اسما، مع احتمال أن يتوسع الرقم ليصل إلى 80 خلال وقت قصير.
وفي السياق ذاته، أكدت إذاعة “أوروبا 1” الفرنسية أن روتايو سيعرض على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حزمة مقترحات جديدة في اجتماع مرتقب بينهما في قصر الإليزيه اليوم الخميس، ما يشير إلى احتمالية تشديد الموقف الفرنسي بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة.
ويعرف روتايو، الذي يتزعم الجناح المتشدد داخل الحكومة، بمواقفه الحازمة اتجاه قضايا الهجرة، وقد عبر أكثر من مرة عن رفضه لنهج “الليونة” الذي اتبعته باريس سابقا في تعاملها مع السلطات الجزائرية، حيث يبدو أن السياسة الجديدة تعتمد على إحداث ضغط مباشر على الطبقة المؤثرة في الجزائر لدفعها إلى اتخاذ مواقف أكثر تجاوبا مع المطالب الفرنسية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تمر فيه العلاقات بين البلدين بفترة من التوتر الحاد، خصوصا في ظل تزايد الانتقادات الأوروبية والدولية للوضع الحقوقي في الجزائر، واعتقال عدد من الصحفيين والكتاب، من بينهم الكاتب بوعلام صنصال الذي تلقى قضيته اهتماما متزايدا في الأوساط الثقافية الفرنسية.
ورغم الجهود السابقة لإعادة بناء الثقة بين باريس والجزائر، فإن الإجراءات الفرنسية الأخيرة قد تعمق الشرخ القائم وتعيد العلاقات إلى نقطة التوتر المزمن، خصوصا إذا ما ووجهت بخطوات انتقامية من الجانب الجزائري.
إرسال التعليق