توقيف الناشط الحقوقي سفيان كرت يثير جدلا واسعا لدى المجتمع المدني الوطني والإقليمي

رصدالمغرب / عبدالعالي بريك

شهدت مدينة أكادير خطوة مثيرة للجدل تمثلت في تقديم الناشط الحقوقي المعروف سفيان كرت أمام محكمة الاستئناف، بعد اعتقاله من مقر عمله بالقليعة قبل أيام مع توالي إحتجاجات حركة جيل زيد GENZ، حيث يعد كرت أحد أبرز أعضاء تنسيقية ساكنة أكادير الكبير للدفاع عن الصحة العمومية المجانية والجيدة، وقد عرف بمشاركته الفاعلة في الدفاع عن حقوق المواطنين، خاصة في الوقفتين الاحتجاجيتين اللتين نظمتا أمام مستشفى الحسن الثاني يومي 1 و14 شتنبر، والذي أضحى يعرف محليا بـ”مستشفى الموت” نتيجة المعاناة المستمرة للمواطنين مع الخدمات الصحية.

ورفضت التنسيقية الاعتقال واعتبرته خطوة تعسفية تهدف إلى إسكات الأصوات المطالبة بالعدالة الاجتماعية، مشيرة إلى أن مثل هذه الإجراءات تعد محاولات لترهيب المواطنين وإضعاف دور المجتمع المدني في الدفاع عن حقوقهم الأساسية.

وأشار أعضاء التنسيقية إلى أن سجل سفيان كرت النضالي، المعروف على نطاق واسع في الأوساط الحقوقية والمدنية، يجعل أي ادعاءات ملفقة ضده محاولة فاشلة لكبح جهوده أو تقويض مصداقيته، وأضافوا أن استمرار النشاط الحقوقي للمناضل يمثل رسالة واضحة بأن المجتمع المدني لن يتراجع أمام مثل هذه الضغوط، وأن الدفاع عن الحقوق والحريات سيظل أولوية لا تتزعزع.

ويثير اعتقال كرت تساؤلات واسعة حول حجم الضغوط الممارسة على النشطاء الحقوقيين في المغرب، ومدى التزام السلطات بالمعايير القانونية وضمانات حرية التعبير والنشاط المدني للحراكات الشعبية ، كما أثار الحادث موجة تضامن بين النشطاء والمواطنين الذين اعتبروا ما حدث محاولة لتقييد المشاركة المدنية والمطالبة بالإصلاحات الاجتماعية.

ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة متابعة محكمة الاستئناف لهذه القضية عن كثب، وسط دعوات متزايدة من المجتمع المدني ونشطاء مواقع التواصل لضمان محاكمة عادلة ومراعاة حقوق المناضلين الحقوقيين والمدونين في البلاد.